في الكتابة..نحن تعساء بشكل أفضل في الكتابة ..الوطن اجمل لكن ماذا تفعل الكتابة في الباص الذي يرشح عرق.. في طابور الخبز وأوراق الفيش والتشبيه، في طوابير التجنيد.. في الانتظار، في مقابر العائلة.. في قصص الحب التي تأتي ,ولا ترحل أبدا أو كيف تتصرف الكتابة أمام الدم.. أمام الدبابة والسلك الشائك.. أمام الهتاف والنخبة أمام الخرطوش و الراية أمام الجندي المتوتر .. الاعتصام والخيمة أمام الأرقام الحقيقية وبيانات وزارة الصحة أمام الذين أكلوا موتى محمد محمود وقاؤوهم في الحرس الوطني -ولم نستطع انقاذ أيا منهم- والوطن الذي يتقيأ كل ما أحببناه يوما أمامنا بتلك البشاعة والتقزز. ؟ كيف تتصرف الكتابة أمام التصريحات والمؤتمرات الصحفية.. المواقف الغير مفهومة.. والمفهومة.. والعبث الذي يغلف المشهد كيف تتصرف الكتابة أمام الجهل والدين الضعيف ، أمام القنوات التي لا ترى والبشرالذين لا يأكلون..أمام عمى الليزر الأخضر وعمى الفوضى التي نجترها كل يوم إلى ما لا نهاية؟ كيف تتصرف الكتابة أمام الفشل والامتهان.. أمام الكذب والتدليس، أمام الكفر والتكفير ..أمام التاريخ ...