المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 27, 2013

العجوز.. والعجوز

مدخل: أتبادل مع صديقة طفولة منذ عدة  أيام رسائل مواساة.. أكتب لها ما قيل لي منذ عامين وعشرة أشهر.. كان آخرها أن أطلب منها أن تتماسك كي لا يغرقها الحزن وتجر وراءها ما لن تستطيع جمعه مرة أخرى.. كان كل شيء يسير كالمتوقع ..لم يكن عليها فعل ذلك .. لم يكن عليها أن تقول" بقينا يتامى زي بعض"  she didn't have 2 be that mean جرحها الأسود الطازج وحمرة عينيها تمنحان وجهها البراءة واليأس المناسبين لحضن قوي يثبت أوصالها من جديد.. يداي باردتان كوجبة مجمدة ومعدة سلفًا.. أقرأ رسالتها فأذوب. وأتذكر.. وقتها انخرطت في الكتابة.. في البداية اعتقدتها لازمة نفسية ما.. كنت أكتب ليتسرب القليل من الدخان من جلدي فلا أنفجر أو تنطفئ قدماي.. أعتقد في بداية تلك الفترة بالضبط تقابلنا.. وكنت لا أشعر بشئ. لأن الكتابة تشبه الشعور بالأشياء كنت أكتب .. أقول للآخرين أن يتفادوا الغرق في الحزن وأكتب لأشعر بشئ ما, أي شيء, غضب/ حب/ كره/ رغبة أي شيء يمنح قطعة اللحم المقدد التي كانت تنبض تتبيلًا مضبوطا يظهر النكهة. أمد يدي من وقت لآخر لأناول أحدهم ملعقة أو جورب نظيف وأحدثك عن البقاء أحياء بينما تتصاعد...

اليوم الثاني

27أكتوبر أنت البحر والسفينة.. وأنت صديقي الوحيد. تخبرني في غير موضع "إنتِ اتغيرتي أوي" كيف كنت يا  صديق ؟! كيف كنت يا صديق؟ إذا أخبرتك أنني أضبط نفسي أضع علامات بينما يملأني هاجس أنني سأفقد ذاكرتي يوما ولن يستطيع أحد أن يرشدني كيف كان الأمر. وأنني أتجاهل تماما كم سيكون ذلك شيئا جيدا- جيدا بقدر اغواء فكرة التخفف من تلك الذاكرة المليئة بالأسى والحجارة، بقدر أنني لا أريد. أتستطيع أن تخبرني شيئا واحدا عني يا صديق؟ اليوم الأول : أنا وأنت -وحيدين- على جبل بينما يتداعى العالم من حولنا.. وحيدين على جبل سيتداعى بنا بدوره بحلول الصيف. لااتذكر شيئا عن كوني صدمت رأسي في مرحلة ما من الصعود ولكنني أكور بيدي قطعة قماش كانت جزءا من بلوزة ما وأضغط بها على جبهتي و بين حين وآخر أرفعها وأنظر لأرى مدى تدفق الدم.* لا اتذكر كيف صدمت رأسي ولا أتذكر أي شيء آخر. الوحدة وبؤس الانتظار سيجعلانك تحاول أن تعيد إليّ ذاكرتي  قبل أن تفقد أنت عقلك. -أنت الذي لم تتذكر حين أتينا على ذكر الطنطورية.!-** ستقول كنتِ جميلة. كانت لك ضحكة مدهشة. سأرفع حاجبي باستنكار تح...