اليوم الثاني

27أكتوبر



أنت البحر والسفينة..
وأنت صديقي الوحيد.



تخبرني في غير موضع "إنتِ اتغيرتي أوي"
كيف كنت يا صديق؟!

كيف كنت يا صديق؟ إذا أخبرتك أنني أضبط نفسي أضع علامات بينما يملأني هاجس أنني سأفقد ذاكرتي يوما ولن يستطيع أحد أن يرشدني كيف كان الأمر. وأنني أتجاهل تماما كم سيكون ذلك شيئا جيدا- جيدا بقدر اغواء فكرة التخفف من تلك الذاكرة المليئة بالأسى والحجارة، بقدر أنني لا أريد.
أتستطيع أن تخبرني شيئا واحدا عني يا صديق؟

اليوم الأول :
أنا وأنت -وحيدين- على جبل بينما يتداعى العالم من حولنا.. وحيدين على جبل سيتداعى بنا بدوره بحلول الصيف.
لااتذكر شيئا عن كوني صدمت رأسي في مرحلة ما من الصعود ولكنني أكور بيدي قطعة قماش كانت جزءا من بلوزة ما وأضغط بها على جبهتي و بين حين وآخر أرفعها وأنظر لأرى مدى تدفق الدم.*
لا اتذكر كيف صدمت رأسي ولا أتذكر أي شيء آخر.

الوحدة وبؤس الانتظار سيجعلانك تحاول أن تعيد إليّ ذاكرتي  قبل أن تفقد أنت عقلك.
-أنت الذي لم تتذكر حين أتينا على ذكر الطنطورية.!-**

ستقول كنتِ جميلة. كانت لك ضحكة مدهشة.
سأرفع حاجبي باستنكار تحت ضمادة القماش بينما لم يبق غيرنا في العالم سيكون كلامك اكثر منطقية.. ويأسا.

ربما لن يكون بوسعك أن تقول "لا تستطيعين أن تزيفي ضحكة "
المشهد يبدو ناقصا ولا أتذكر لم.. ومثيرا للغرابة كلعبة في يد طفل.. كحضور يسع الغياب..  كادخار الصمت لإجابة مثل هذه.

أنت البحر والسفينة..
وأنت صديقي الوحيد.. أنت صديقي الوحيد يا غريب.




* اوعى تكون بتخاف مـ الدم
** أنا أصلا مش فاكرة








مسحت البوست دا مع الدرافتات عن طريق الخطأ









غريبٌ أمر هذا الرجل..

في وقت متأخر من ليلتنا الأولى ظل يقول كلاما غريبا عن السفن الورقية وكوني أدفعه دفعا للغرق، كنت أجمع لإشعال نار للتدفئة فالجو صار باردا جدا بالليل.كان يتحدث كثيرا بشيء من التباهي، تحدثني عن الغرق!!.. إذا فلتصمت قليلا وتخبرني شيئا عن البقاء أحياء.

لم يكن جليا في البدء لكنه حين وصل للحديث عن البئر كنت بدأت أكون فكرة أولية عنه. لم يحكِ لي شيئا عن صداقتنا.. لكنني فكرت.. ربما كنت أنا أيضا شخصا شريرا..وكان ذلك الخاطر لطيفًا.

تحت أشعة الشمس كانت الحضارة بأكملها يجرفها الماء تحتنا، المدنية تسبح لأول مرة مع التيار، تسلقت للأسفل بحذر وضعت علامة حيث ينتهي الماء وجلست أراقب صيدي.

كانت مجموعة حقائب هائلة مربوطة معا بحبل ما لا أعرف ان سقطت مع طائرة أم تحررت من قطار غارق لكن اصطدامها المتكرر فكك جمعها والتقطت من الحقائب حقيبتين ملونتين حجمهما الصغير والألوان التي تتعرج عليها كانت ترجح كونها تحمل أغراض وملابس نسائية.. أحتاج لملابس نظيفة.
كانت المياه تجرف أشياء كثيرة وآلات مختلفة .. كنت ألتقط منها الأغرب حينما جاء صوته من خلفي مازحا: إيه؟! هاتخترعي صاروخ؟!
لا أملك أية فكرة عن هذه الأجزاء ولا أنوي استخدامها.. لكنني أعرف شيئا عن المقايضة والتجارة.. ربما لم ننجو وحدنا.. ربما نقابل من يعرف، أو تستطيع أنت.. أووه تذكرت، أنت تستطيع الغرق فقط.

التقطنا صندوق يحوي أطعمة معلبة كثيرة ربما تكفينا عدة أيام، وكان ذلك أمرًا مريحًا.
ربما علينا أن نبدأ في إيجاد كهف ما أو جمع ما يمكننا لبناء ما يحمينا في الليل.. الليل في العراء يثيرشيئا من الرهبة في الظروف العادية.. هنا يثير قدرا أكبر.

لن يكون لطيفا أن يحركنا العداء.. عليّ أن أكون أكثر لطفا معه في المرة القادمة,سأحاول أكثر.. ربما لن نجد أية ناجيين آخرين قريبا.. هو كل ما لدي الآن..والموت غرقا أفضل كثيرا من الموت بفعل الملل.. وربما بعد قليل يتقبل الأمر ويهدأ. تبا.. كم يثير حنقي حين يدعي معرفة كل شيء.. منكاش إيه يا اخي في الميه اللي إحنا فيها دي؟!!

قبل أن أنام أفكر..
المراكب الورقية تبدو الشيء الأكثر منطقية الآن .. كل المراكب التي كتبتها سترشده إلي.. عليه فقط ان يتبعها فوق الماء..ثم إنه إذا لم يأتِ الغريب خاصتي الآن يا صديق بينما الأرض ممهدة لحضور أسطوري والأرض تعد لغياب أكبر  ف *** يعني.. ؤمال هاييجي امتى ؟!!





*** يمكن قراءتها (تبًا)

تعليقات

‏قال إبـراهيم ...
المشكلة أن ما تكتبينه يتجاوزني ويتجاوز هذياني وصراخي بمراااحل!!

...
أنتِ محترفة
‏قال سوبيا
اشتم اشتم
ماهم علموك ف بلدك كدا
:D
‏قال Muhammad
so, this is post-apocalyptic!

لكن يبدو أن البشرية لم تتعلم الدرس رغم الكارثة؛ ما زال الناجون يفكرون فى التجارة والمقايضة. أقول: أليس هذا ما قاد إلى الغرق؟ :)

بس صحيح فعلا! اذا كنا جهزنا المشهد بما يليق بحضور الغريب الاسطورى، وبرده مجاش؛ *** يعنى طب نعمل له ايه بجد!

=======

هامش: *** يمكن قراءتها تبا
‏قال سوبيا
يالهوي ع الضوحك يا محمد
:)))))))))))))

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا شيء آخر في البال

لو أننا نلتقي/ حين نلتقي

والغسيل عمال بينقط