3 months later
لا تحتاج لوقت أطول كي تكتشف أنك لا تحب شيئا في هذه المدينة.
أنا لا أحب شيئًا في هذه المدينة.
أهلي وتلامذتي، ، الأشياء التي أحبها، الفاكهة التي أحب، الروائح التي أحب، الشوارع، الأماكن، الألوان، الشِعر، الشمس، من أنتظر..النمش الذي يعلو وجه نبيل الحلفاوي، معطفك الرمادي... واستحالة "كونه ينسى" ليسوا من هذه المدينة.
أهلي وتلامذتي، ، الأشياء التي أحبها، الفاكهة التي أحب، الروائح التي أحب، الشوارع، الأماكن، الألوان، الشِعر، الشمس، من أنتظر..النمش الذي يعلو وجه نبيل الحلفاوي، معطفك الرمادي... واستحالة "كونه ينسى" ليسوا من هذه المدينة.
أنا لا أحب شيئا في هذه المدينة..
مدينة تغلق الأبواب بشدة على الجميع كأنها تخشى تسرب الأحلام..أأهل هذه المدينة يحلمون أصلا؟!!
لسنا هنا..لنتعاطف مع أوضاعهم ..ولسنا هناك أيضا.
بطريقة ما نحن معلقين في نقطة ما في المنتصف تماما بين مطار القاهرة ومطار الدمام..بطريقة ما ..نحن لم نعد موجودين.
لسنا هنا..لنتعاطف مع أوضاعهم ..ولسنا هناك أيضا.
بطريقة ما نحن معلقين في نقطة ما في المنتصف تماما بين مطار القاهرة ومطار الدمام..بطريقة ما ..نحن لم نعد موجودين.
تطلقنا نهارا خيوط نمل مختلفة الأشكال والألوان, و تغلق علينا ليلا صناديق صغيرة لا يمر منها ضوء أو نسيم.حتى تخنقنا, تملأ عباءاتنا ودمى الصغار بدخان رمادي من حرائق الحنين الليلية والذكريات التي تحدث دوننا هناك..في البعيد.
بامكانك كل ليلة أن تغطي أنفك صارخا.." البلد بتتحرق"
رائحة الدخان التي تزداد كلما مررنا تحت الأضواء المتوهجة لمراكز التسوق التي تنتشر في جسد تلك المدينة البائسة كفيروسات, رائحة ربما تخفت قليلا كلما أضحكنا فيلم قديم –لكنها لا تختفي.
بامكانك كل ليلة أن تغطي أنفك صارخا.." البلد بتتحرق"
رائحة الدخان التي تزداد كلما مررنا تحت الأضواء المتوهجة لمراكز التسوق التي تنتشر في جسد تلك المدينة البائسة كفيروسات, رائحة ربما تخفت قليلا كلما أضحكنا فيلم قديم –لكنها لا تختفي.
الرمادي لون قديم..ينطبع داخلنا مرادفا للحنين لذلك يسكبونه فوق الأرصفة وعلى الطرق السريعة..في مهبط الطائرات ..وفي مداخل البنايات..على الحوائط..وفي أعمدة الإنارة وأسلاك الهاتف. كأن هناك من توصل لوجود مسافة محددة يجب على المغترب قطعها لايزيد ولا ينقص عنها مترا حينها يكف عن ملاحظة اللون ويتلاشى من صدره الحنين..أيمكن لأحدكم أن يخبرني كم ميلا علي أن أمشي..كم يوما على أن أنتظر ..حتى يهدأ قلبي.. ولو قليلا.
في مدينة تحترف الملل وتعد أوقات الفراغ اختراعا وطنيا أصيلا بامكانك أن تتابع هواياتك المنزلية بحرية أكبر..بإمكانك أن تعاود القراءة التي هربت من بين يديك شهورا بصحبةالوقت.
وحده الكتاب يمكنه أن ينسيك في أي بقعة بغيضة أنت..سيطير بك مرتفعا عن الأرض..عن شقتك الصغيرة والنخلة اللطيفة التي تحتضن مدخله* ولكنني كلما بدأت كتابا لاأود أن ينتهي لأنني لا أشعر أن لي مكانا بالاسفل..أ عيد قراءة الفقرات الي تعجبني لأنني أشعر أنني إذا انتهيت فإنني..سأسقط.وأناأخاف المرتفعات ..واخاف السقوط..وأخاف كلما اقترب عيد ميلادي.
أنا امرأة عجوز جدا..في بلدي نصبح أكبر من أن نحتفل بعد موت آبائنا. فلا ترغمني على تزييف ابتسامة مسرحية حين تتمنى لي كالآخرين "سنة طيبة" .
لا أحتملها منك.
يقولون "بعد مضي عام يكون علينا أن نبدأ في استيعاب الفاجعة", ماذا لو أنني لا أقدر؟!!ماذا لو أنني لا أريد؟!!
تلك المدينة الباردة –دون أن تدري- تمنحني شيئا لازلت أستعصم به منذ وصلت. الغربة تمنحنا الوقت..كل الوقت.والذي لم نعد نملكه..وتمنحنا مفتاح..بامكاننا أن نغلق على ذلك الجزء على عمقه فلا يراه أحد ولا نراه..بامكاننا أن نننظر العودة حتى نرى من نحب..حتى نحتضنهم..حتى نشم رائحتهم..حتى تدمع أعيننا.
في الغربة ..أبي لم يمت.
في الغربة أنا أفتقده بشدة فقط..
في الغربة بامكاننا أن نعود معا يوما ما
وحده الكتاب يمكنه أن ينسيك في أي بقعة بغيضة أنت..سيطير بك مرتفعا عن الأرض..عن شقتك الصغيرة والنخلة اللطيفة التي تحتضن مدخله* ولكنني كلما بدأت كتابا لاأود أن ينتهي لأنني لا أشعر أن لي مكانا بالاسفل..أ عيد قراءة الفقرات الي تعجبني لأنني أشعر أنني إذا انتهيت فإنني..سأسقط.وأناأخاف المرتفعات ..واخاف السقوط..وأخاف كلما اقترب عيد ميلادي.
أنا امرأة عجوز جدا..في بلدي نصبح أكبر من أن نحتفل بعد موت آبائنا. فلا ترغمني على تزييف ابتسامة مسرحية حين تتمنى لي كالآخرين "سنة طيبة" .
لا أحتملها منك.
يقولون "بعد مضي عام يكون علينا أن نبدأ في استيعاب الفاجعة", ماذا لو أنني لا أقدر؟!!ماذا لو أنني لا أريد؟!!
تلك المدينة الباردة –دون أن تدري- تمنحني شيئا لازلت أستعصم به منذ وصلت. الغربة تمنحنا الوقت..كل الوقت.والذي لم نعد نملكه..وتمنحنا مفتاح..بامكاننا أن نغلق على ذلك الجزء على عمقه فلا يراه أحد ولا نراه..بامكاننا أن نننظر العودة حتى نرى من نحب..حتى نحتضنهم..حتى نشم رائحتهم..حتى تدمع أعيننا.
في الغربة ..أبي لم يمت.
في الغربة أنا أفتقده بشدة فقط..
في الغربة بامكاننا أن نعود معا يوما ما
اخاف المرتفعات..واخاف السقوط..وأخاف برودة هذه المدينة التي تأكل روحي..وأخاف العودة.
الجبيل
يناير 2012
تعليقات
سأقول فقط : إزاى دى أول مرّة أتعثر بمدونتك ؟ :)
قلمك لمسنى بسهولةٍ ممتنعة
زيارتى الأولى هُنا ولن تكون الآخيرة بإذن الله تعالى :)
سعيدة انى اتعرفت على مدونتك