......
عزيزتي
لن أبدأ بالاعتذار.. هل يمكنني أن أجلس جوارك وأنظر أمامي الى لا شيء كغريبين تماما على شاطئ الدمام .وأخبركِ كم أنا خائفة.
أعود هذه الجمعة الى بلدي وكلما اقترب اليوم أكثر تعاظم خوفي.
ربما لا تفهمين عما أتحدث .. حسنا هنا تفهمين .
كتبته منذ ما يقرب من تسعة أشهر.. ونمت وصحوت ونمت وصحوت حتى تناسيته..لكنه الآن يبدو أمامي كغرفة كراكيب قديمة يخشاها الاطفال ولا أتذكر تحديدا اي شيء منها اخاف..ربما تفلح جملتي الاخيرة في تضليلي..أنا أخاف كل ما فيها وصرت الان أخاف عند العودة حضن أمي.
أعود هذه الجمعة الى بلدي وكلما اقترب اليوم أكثر تعاظم خوفي.
ربما لا تفهمين عما أتحدث .. حسنا هنا تفهمين .
كتبته منذ ما يقرب من تسعة أشهر.. ونمت وصحوت ونمت وصحوت حتى تناسيته..لكنه الآن يبدو أمامي كغرفة كراكيب قديمة يخشاها الاطفال ولا أتذكر تحديدا اي شيء منها اخاف..ربما تفلح جملتي الاخيرة في تضليلي..أنا أخاف كل ما فيها وصرت الان أخاف عند العودة حضن أمي.
عندما ننجب البنات فإننا نعلم.
فكيف أرتمي في حضن أمي الآن دون أن أخاف أن أذوب أو أتتطاير بين زراعيها كغبار يتراءى في شمس حضنها. أو كيف أمنع نفسي حين أقبل قدميها أن أتشبس بطرف ردائها وأستحلفا أن تستبقيني عندها للأبد ..لأبدي.
لم أكن يوما ضعيفة.. أو لم أبينه ..لم أكن يوما " دلوعة" برغم الحب الذي غمرني به أبواي. ليتني كنت كذلك كنت حينها أقدر على ما أريد فعله.. أحب أن تتربى ابنتي " في عز أبوها" لكنني لا أحب أن أعود هنا. هنا بارد..بارد جدا ..
كيف أربي ابنتي في هذه البرد؟!!
أسفة.. ألقيت بدلوي البارد عليك دون حتى أن أسمح لك ِ بالرفض أو بالقبول وأنا أعلم أنني فعلت ما يستحق أحدهما بالتأكيد.
وأنا لا أعرف كيف أفسر.
وأنا لا أعرف كيف أفسر.
أنا كمن يخشى الغرق فلا يتعدى وحده رمال الشاطئ حتى لو تعلم السباحة.. الجميع يتركني في نقطة ما ولا انتبه فيفوتني الوداع أيضا.. وأنا سئمت الفراق.. الهجر.. الموت.. وسئمت تباديل الأيام.
أنا ممن يكتفون بأقل عدد ممكن من الاصدقاء .. قليل كفاية بالكسب اذا راهنت عليهم.. ولكنني وياللعجب الخاسر الاكبر في السابعة والعشرين من العمر.. أنااصلا لا أعرف كيف يمكن ان يتكون لدي هذا الكم من الخسارات في هذا العمر الصغير..أنا لا أشبه بنات المدينة ولا اشبه بنات قريتي.. وغالبا صرت لا أشبه نفسي أيضا.. أنا باردة جدا الآن.
باردة جدا ولا أريد شيئا جديدا لانني بشكل أو بآخر سأخسره بالضبط في اللحظة التي سأشق عن صدري لأمنحه قلبي وشغفي الكامل سيمل أويتركني على الرصيف بصدر مشقوق وعظام بارزة مدماة .. لذلك دائما أقف في الصف وألتزم بحارتي في الطريق وأرفض العروض التخفيضية في نهاية الاسبوع.
أشعر أنني "أفورتها في الوصف" لكنني أخبرك لهذا الحد أنا خائفة.
كيف أخبركِ عن الثلاثة الأشهر الماضية التي مضت دون أن أهاتفك؟!!
فكرت فكرت كثيرا ونويت أكثر وكلما اتسعت المسافة ضاقت الحيلة.. وانا لا أقدر على نفسي ولا على الجملة التي تلي الثلاث الجمل الأولى في أي مكالمة الهاتفية.
أعود آخر الاسبوع وأنا لازلت أخاف العودة.. وأخاف منكِ
تعليقات
**************************
عذبتنى تلك الجملة كثيرا ؛ و وصف سابق عن مدينة الدمام ؛ للصدفة هي مدينة مولدي و طفولتي و صباي الأول ؛ لكن الغُربة ظل قاتم يبتلع انعكاسنا.
دمتِ طيبة
**************************
عذبتنى تلك الجملة كثيرا ؛ و وصف سابق عن مدينة الدمام ؛ للصدفة هي مدينة مولدي و طفولتي و صباي الأول ؛ لكن الغُربة ظل قاتم يبتلع انعكاسنا.
دمتِ طيبة
دومي بدفء