تجاهل هذا الرابط

العمل انتهى اليوم وتم تسليمه.. مع وجود بعض الأجزاء التي يمكن طلب تعديلها في حينها.
العمل الذي أتى بشكل غريب وغير مسبوق وعفوي بالكلية لأم تفكر طوال اليوم وتعمل ساعة آخر الليل بعدما ينام الصغار.. انتهى.
 بإمكاننا الآن أن نتفرغ لكآباتنا اليومية.. ولأحزاننا المعتقة.. لأعمالنا الغير منتهية وجحيمنا الخاص.
وبإمكاني أن أكتب لك يا غريب.

قبل عدة أيام كنت أكتب نصا قد أرفقه بالأسف بعد ان انتهي مما كنت أود قوله.. اااااااام ماذا كنت أريد أن أقول
كنت أقول انتهى العمل.. اتصلت بوائل عدة مرات وكانت أوسة نائمة فأخبرتها في رسالة على "فيسبوك" بانتهاء العمل وتسليمه. كنت أقفز فرحا ( أقفز فرحا فعلا) وبعد ساعة كنت أضع الملابس في الغسالة ويملؤني خواء معهود.
يعتبر اليوم أول مرة أتقاضى مبلغا عن عمل أحبه..عمل إبداعي بقدر ما يمكن للمرة الأولى في الإنفوجرافيك.. اليوم كان سيكون مناسبا لأجعلهما فخورين بي.. لا أحد منهما هنا يا غريب. أنا وحيدة لدرجة ألا أذكرهما بالتخصيص وأشير بالضمائر الغائبة.. 
أنا أفتقدهما ..
 أفتقد أبي 
وأمي
 لدرجة أنني لم أعد هنا. 
 أنا أتآكل كجبل رملي يتفتت في الريح لا يعلم بمكانه أحد. 




"أخبرتني اوسة مرة أنني أكتب من مكان خارج نفسي.. أنه لا يمكن أن تتعرف علي من قصصي التي أكتبها أو نكتبها سويا حين نلعب. أتذكر أنني استغربت كلامها حينها جدا.. ولازلت كلما تذكرته..

خسرت أمي أمام السرطان  في سبعة أشهر..  لم أكن أعلم حتى قبل وفاتها بفترة قصيرة..  خسرت هي خلالهم أكثر من 50 كيلو جرام وبدت في آخر أيامها عجوزا في الثمانين.  وكانت جميلة في ثمانينها غير أنها متعبة.. جدا.
 كانت في المستشفى لعدة أيام وعادت  الجمعة في السابعة والنصف ودفنت بعد صلاة الجمعة. أمي الجميلة كانت وقتها في خمسيناتها.

أتذكر/ أعلم أنني لم أبكي يومها.. ذهبت لشقتي وأحضرت ملاءات ومناشف وغطاء جديد، شوار العروس -الذي غطيت به  أبي وأمي بعده..
عدت وأخذت الكفن وذهبت للخياطة.. شرحت لها الموقف وبدأت في حياكته لفورها.. تركتها وذهبت لشراء أدوات الغسل والعطر. عدت بالكفن والأشياء التي طلبتها مني المغسلة.. عند الغسل أتذكر أن جسد أمي كان مايزال دافئا حين أنتهين كان قد  بدأ البرد يناله.. أتذكر حينها أنني بعفوية شددت الملاءة لأغطيها جيدا.. كانت على خشبة الغسل والماء يقطر منها.
لم أبكي يومها.. كانت أختي تبكي وتقول " أمك ماتت مابقالناش حد" كنت أحتضنها وأحاول تهدئتها .. لا أتذكر شيئا بعدها مهم.. كان الجميع يبكي قريب أو غريب.. وكنت أقيء كل ما يدخل فمي.. انتهت أيام العزاء وفي الخميس ذهبنا للمقابر.
بعد أكثر من 5 أشهر.. بكيت فيهم مرة واحدة.. حين رجعت للمملكة. في صباح العيد نجري مكالمة لمصر .. كنت أتصل بأمي باكرا.. لم أستطع فبكيت.. لم أنهار.. بكيت فقط.. كمن يبكي.
أول أمس تذكرت كلمة أختي.. كانت تحكي لنا حين أحست بأن أمي تلفظ انفاسها الأخيرة.. لاحظت أنها " بتاخد نفس وتستنى شوية" ثم تلتقط نفسها. تذكرت تلك الجملة ولأول مرة أشعر أن أمي قد ماتت بالفعل.
لا شيء يمكننا أن نفعله أمام الموت.. لا شيء يمكننا أن نفعله بعد الموت.. لا شيء لنفعله.. 

أنا خاوية.. شجرة بلا جزع ينخر فيها السوس..
أنا لا أحد.. لا أحد."





تعليقات

‏قال سوبيا
مش فاهمة الكومنت يا لُبنى
قصدك انا هنا يعني اونلاين ؟؟
انا هنا أه لو دا قصدك
‏قال هدير عرفة
حبيبتي
مش عندي غير حضن ؛ بس عارفة انه بعيد
‏قال سوبيا
ربنا يسلم قلبك يا هدير

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا شيء آخر في البال

لو أننا نلتقي/ حين نلتقي

والغسيل عمال بينقط