المشاركات

عرض المشاركات من 2023

ما أخبارك اليوم؟

 أخباري اليوم؟ أقل سوءا.. بالكاد يمكنني تمييز ذلك لكنني أستطيع تمييزه. هل يكفي ذلك لزراعة أمل ما في طينة حياتي؟ ربما ليس تماما ولكنه أشد ما ينقصني وأنا عازمة تماما على ذلك.  الحياة بدون شغف بطيئة، ومليئة بالكوابيس. لكن الحياة بدون أمل تشبه الموت على قارعة الطريق دون أن يلتفت إليك أحد من المارة.  الألم لا يشبه شيء آخر لذلك أستطيع التعرف عليه في حشد، وقد لا يتلاشى ابدا،  لكنني أستطيع تثبيته أو تنحيته جانبا من وقت لآخر لأعبر ممرا ما جديدا أو لألتقط أنفاسي. المستقبل أقل مساحة يمكنني تخيلها إذا فكرت في حديقة خضراء، مراوغ وغيبي وغير مضمون، لا أستطيع التنبؤ بسعادة ما تكسو ستائره، ولا أتخيل إهداره. ولكنني سأحاول. 

ان أدخل جسدي.. وأحبه*

  كنت أظن أن الجزء الأصعب كان العيش بكل تلك الأحمال في رأسي، أن أفلت منها في كل منعطف وأكتب عنها كي لا أنسى أنني أفوز من وقت لآخر. لم أكن أعرف أنني أرعاها كما يربي الراعي حيوانا أليفا. أتفقدها إن شردت، وأعدها كل مساء كي لا ينفلت أحدها ويضيع. ثم جئت.. ومنحتني صفحات بيضاء، لم تطالها وحوش الطفولة. بيضاء جدا لدرجة أن ضحكتك الخفيفة ستطبع أثرها عليها كعضة رضيع يلهو، ندبتين من نور سكران.   وُلد حبك والخوف توأم في قلبي يكبران معا بنفس القدر. علمتني الأسماء كلها ورحلت. وحين  صليت لأجلك، وكإيزيس خائفة جمعتك من المشاوير والأحلام والبكاء، عدت بعد سنوات بألوان أكثر، ومحبة أقل، كان ذلك كثيرا، وكان كافيا. كان مؤلما جدا. وكان كثيرا أيضا.  لا يمكنني سؤالك أن تعود لأجلي مرة أخرى، لا أعرف إن كنت أستطيع، لا أعرف إن كنت أريد. أعرف أنني أريد، للأسف سأريد أي ما يمكن أن تسمح لي به، طرف ظفرك الذي تقصه، شعرك العالق في الفرشاة، بقايا كلام كنت تنوي قوله يخص كرسي فارغ ومكسور. كل ما يمكنك تركه وراءك  سيكون بالنسبة لي كثير.  أقول لنفسي بينما يقرصني الغضب من وقت لآخر لا أعرف إن كنت أحبك الآن. بينما النمل يستعمر جسدي

من الرسائل التي لا نرسلها لأصحابها لأننا معطوبون (٢)

  كنت أسير بمصباح مكسور. أتعثر في الظلام والبشر، لا فضول لدي نحو شيء في الحياة. ربما شيء واحد.. أن أعرف الشخص الذي كنت لأكونه لو لم أُسرق مبكرا جدا وكُتب علي أن أتعثر لما تبقى لي من الحياة. أحيانا أبكي لأنني أريد أن أعرف وتحرق صدري الرغبة. ربما لم نكن لنتقابل يوما حينها. لكن ربما لكنت شخصا آخر أحب أن تعرفه.  

لأننا أصابنا العطب أعلى الشجرة أولا

 لم تكسر قلبي، كان مكسورا بالفعل. وعندما تقابلنا جاءت  القطع من كل اتجاه كأنك ناديتها باسمها. كل قطعة وكل شظية وكل شريط. تجمعت حول بعضها وبدأت تتراص تدريجيا كأحجية لصورة تخص امرأة سعيدة. كنت سعيدة معك.. جدا. لكن جسدي حينها كان ثقيلا جدا علي، وكان يهدني التعب. غشيني ضوء باهر وظننت أنني نجوت أخيرا. ثم بدأت أنسى.
 متابعي الوحيد من فلسطين.. أرجوك ابق حيا. أرجوك ابق حيا

مآسينا الشخصية التي ربيناها لخمسة عشر عاما ثم أكلتنا

كأن أحدا ما يخلي اللحم من العظم. لحمي أنا.. عظمي أنا. 

كثيرا

  مددت قلبي لأقصى استطاعته. أحببت بكل ما أمكنني. بشبابي وعنفوانه، بأمومتي كاملة، بحذرها والقلق الدائم، بعاديتها وقواها الخارقة. بوجودي كاملا وتلاشي في آخر الليل. بعقلي ونقصانه. أحببتك. أحبك.

تمارين كتابة مع أوسة(١)

 لأسبوعين تاليين أتوقع أن تبقى السماء مكانها، وسأحاول بانتهائهما إنهاء بعض الأعمال العالقة، سأبكي لأن الخطوات مرهقة جدا ولأن قلبي يجرني لأسفل كأنه مربوط برمانة، والسماء مكانها. ستتمدد ذاكرتي كبالون لن يتحمل كل ما كان. الذاكرة تأكل أبناءها حين يقرصها الجوع. الجوع نعم الجوع. وجدتها. أعرف ما يحدث الآن. كل ما يحدث نتيجة لمرورك أمامي بينما قلبي يتضور جوعا. لدي كل شيء تقريبا.. الأطباق، الملاعق، مناديل تتلوى فوقها ورود، وليس لدي شيء آكله منذ سنين. مد يدك. أربت على قلبي وأطعمه كأوزة وحيدة في بركة من الرمال.

دعواتكم

 أيام صعبة..

تدوير القسوة

 القسوة - ككل الأشياء التعيسة، يمكن تدويرها من شخص لآخر. القسوة التي يمررها أحدهم لك ليست أكثر من دليل على أن هذا الشخص نفسه راهن بكل ما يملك على حنان شخص ما ورماه، وأنه برغم مرور كل هذه السنوات التي جرب فيها أن يسامح، ماتزال تؤلمه.. كثيرا.

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

 أظن أن أهم ما يمكن أن تمنحه لمرضك، ما يمكن أن تفتح له زراعيك به، ما يمكن أن تنازله فيه حتى هو الاستبصار بحالتك. أن تعرف كهف الوحش وتملأ جدارنه برسومات راقصة ومومياوات. أن تسمع في الضجيج جرس بداية الجولة وأن تبتسم - فقط تبتسم- لنهايتها، أن تخوض كل صباح بنفس الاستعداد حربا جديدة قبل وجبة الافطار دون يصيبك الملل.  أن تنظر في عينيه بينما يهشم بإزميل عظامك دون أن ترمش. أن تعرف كيف تقاتل وكيف يكفن الأمل وأن عليك أن تبقى حيا بينهما.  أظن ذلك أهم ما يمكن أن تمنحه لمرضك، ما يمكن أن تفتح له زراعيك به، ما يمكن أن تنازله فيه حتى. لذلك وحدك تعلم/ أكثر من أي شخص آخر كيف أنه "كسم حياتك".. جدا. 

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها

أعرف الوحش من حفيفه. من النوم المعلق في ذيله كجرس صامت. من الكهف الذي يحبسني داخله كأحشاء مفصولة في برطمان زجاجي. 

مقتطف من نص ما

".. . مرت نهاية العالم تحت النوافذ وأشعلت إطارات السيارات وخرجنا جميعا. تزكم أنوفنا الرائحة والقلق. وتلفتت حولي أبحث عنك كعصفور بردان. وبقدمين حافيتين أغمس إصبعي في قلبي ويصعقني الهلع. وكمن دعك مصباحًا سحريًا تصاعد الدخان حتى بلعني داخله. ومددت يدي أتحسس طريقي وأتخبط في السنوات والأحبة. دست شظايا الألم وتجاوزت العناوين التي أعرفها، ومشيت كثيرًا حتى تصفى دمي كاملًا. حينها انقشع الدخان وانكشفت الحقيقة عارية كتمثال من ورق الجرائد. استغرقني الأمر ستة عشر عاما، وثورتين (حسنا ثورة وإنقلابًا لكن بدت لي ثورتين أكثر شاعرية)، الكثير من الأطباء والأضواء القوية والبرد، الكثير من الفشل، ووباء يفتح الباب لنهاية جنسنا البشري. ولم يكن عادلًا أن أسألك أن تحملني على ظهرك كل ذلك. قبل ليلتين وجدت الحب في جوفي، وبالأمس شرخني خاطر أن أفقدك أو أكون فقدتك بالفعل خلال كل تلك السنوات. الحنين يعصرني كمنشقة من الزجاج. وبينما عشت محفوظا داخلي كل تلك السنوات يلج العالم باب فنائه. أعلم الآن أن الأمل هو أعظم اختراع عرفته البشرية لذلك حين يمر كل ذلك سأبحث عنك من جديد. كن بخير. أنا أيضا أحبك. "

وهج

لا أريد أن تغادر الآن.. لا تغادر الآن وكفي ملآنتان بالحزن الأحمر والنداء. سر قليلا بجانبي بعيونك التي يملؤها الضجر، سر قليلا بعد حتى تنال مني  برودة الليل ووحشة الطريق، قليلا بعد حتى يتجمد الوهج في قلبي وتزرق شفتاه. ثم ساعدني لنمنحه وداعا لائقا. لا أريد أن أبكيك طوال العمر. الحياة مرة بما يكفي، والخاتمة هي أرحم ما قد تمنحه لواحد كنت تعرفه. الخاتمة هي أرحم ما قد تمنحه لواحد لازلت تعرفه، تعرف دفء قلبه، طعم شفتيه وإنحناءة خصره حين يميل. استدر.. ابتسم قليلا وودعني.