ماراثون الكتابة 2.. ماذا لو فقدت ذاكرتك
بقدر ما تبدو الفكرة مغرية، فيمكنني أن أخبركم أن الأمر ليس جميلا كما يبدو. ستقعون في حب الأشياء نفسها وحب الأشخاص نفسهم مرة بعد أخرى. لن يتغير شيء. نفس المقادير ستعطي نفس النكهة دائما. كما ستكرهون الأشياء نفسها مجددا حتى تظنون أن قلوبكم لم تخلق للمحبة يوما. ستحكون عن نفس المسلسل بالحماسة نفسها بعد عامين من عرضه، وستتابعون الحوارات التليفزيونية على يوتيوب بعد بثها بشهور بنفس الشغف. وبقدر ما يبدو ذلك مريحا كمتابعة معركة تعلم مسبقا أنك ستخرج منها منتصرا سينسل الألم خفيفا كما خدش في الساعد أو جرح في الخاصرة. في لحظة ما ستحاول تجاهل كم أن الأمر في حقيقته مرهق. ستتجرع الهلع كل يوم كما قهوة الصباح، وترى أكبر مخاوفك أمامك كتمثال من القئ. ستستيقظ في منتصف الليل أو آخر النهار لاهثا متعرقا تنادي باسم شخص لا تتذكر من أين يأتي ولا لما لا ينتمي إليك الآن بالتحديد. أو حين تتعثر في سبت الغسيل بقميص لا يخصك وتظن أنك كنت تشمه وتحضنه يوما ما لكنك لا تتذكر أكثر من ذلك. ولن تملك تفسيرا لأي شيء حتى ولو غير منطقي. أندرو سكوت سيكون مدهشا كل مرة - حتى بلا خلل في الذاكرة. وسترتعش من الحماس...