المشاركات

عرض المشاركات من مارس ٢٢, ٢٠٢٠

من الرسائل التي لا نرسلها لأصحابها؛ لأننا معطوبون.. واضحة أوي يعني.

لا أعتقد أنه هناك أسوأ من  جملة " أعرف ماتشعر به" يمكن أن يقولها إنسان لآخر. بعد آخر نوبة أفقت لأجدني ورطت نفسي في التزام لازلت في غنى عنه حتى الآن. التزام لا يمكنني أن ألغيه أو أتهرب منه لأن ذلك لا يليق بسنوات عمري التي تخطت الثلاثين. ولكنني أستيقظ كل يوم في السادسة عشر أو أكبر قليلًا، وكلما أريده أن أقرأ وأدرس وأسافر. أو أقرأ وأسافر وأدرس، أو أن أتعرف على ملامحي في المرآة بينما أفكر في كل ذلك. لدي طفلان أرسم ابتسامة كمهرج عجوز كلما أقبلا علي، وأحارب عقلي كل يوم حتى لا يطآن الشوك الذي أربيه في باحتي الخلفية أو  يميزان الحسرة بين عبوات التوابل. ولا يمكنني العثور على الحكمة المستترة وراء كل ذلك حتى الآن. غربتنا هي حبنا الحقيقي الوحيد في هذا العالم. تفهمنا، تقبلنا، تحبنا في خساراتنا، في تيهنا وطوافنا وصخبنا وآهاتنا التي لا يدري بها أحد. تتابعنا في الضجيج، تنتظرنا في ظلام المداخل وخشخشة المفاتيح، في زوم المحركات ووحدة الأسفلت. ترحب بضيوفنا لأنها تعلم أنهم لن يطيقوا البقاء طويلًا، بأننا سنعود نجر أذيال وحدتنا. سنعود لضمها في الأسرة وتقبيلها في دمع الوسادات بينما نفكر في

طب هاتسقف إزاي ؟!

 ل/خ  الزجاج مترب، والأضواء شحيحة، والسكان هنا وحيدون تماما حتى أنهم نسوا كيف يرحبون بالزوار. قطعوا الطريق أمام العابرين بصناديق الغبار والنسيان. الأعشاب الصفراء تظهر هنا وهناك، والرائحة تشي بحرائق متناثرة وتهجير مفاجئ وحسرة. م ن/خ قبل ثلاثين عاما. سرق صوتها في الرابعة وأكلت القطة لسانها بعدها بعام. وحتى الآن كلما اصطدمت به اعتذر بينما نظره معلق للأسفل. يتجاوزها كغريب يفر المارة بينما يقارنهم بصورة بالية لطفلة. لا أحد ينسى بيته الأول لذلك تحمله دوما على ظهرها كي لا تنسى أنه لا مكان آمن. .... النهاية ثم جاء هو.. وكجرح ملتهب اهتم بها.. بالقدر المأمول من السرعة والرفق. لديها الآن سابقة لطريقة القيام بالأشياء يمكن استخدامها كمعيار، كمرجع لما عليه أن تكون الأشياء بعده. ثم ترك لها صندوق اسعافات أولية على رف مرتفع. وبثقة وتشجيع غير مفهومين أخبرها أنه يمكنها الاعتناء بنفسها الآن. تغضب كطفلة صغيرة بحذاء من صفيح وحجارة. تتوقف فجأة حين تتذكر أن الجلبة التي تحدثها ستفضح سرها الكبير. لم يكن في أكياس البقالة أو جيب معطفها الجديد. ليس أسفل كوب الشاي بالنعناع أو

طريقة مكررة لقول الشئ نفسه.

لقد  شققت طريقي في هذا العالم ليس بشيء سوا صمتي، كلماتي التي أعنيها والتي لم أعني يوما أي منها. كما لدي دائما في حقيبة قلبي شيء ما يمكنني استخدامه. دبوس رفيع، مفك براغي، شال ثقيل، قميص شفاف وربما قليل من السذاجة وأدوات مساج. لدي دوما ما قد تفكر به. ولدي بالقدر نفسه وربما أكثر ما لا يمكن تحمله من العناد والإنكار والوحدانية. حبي لوحدتي فاق حبي لأي شيء آخر في هذا العالم، لأنه لا يوقده سوا كرهي لنفسي. لكل ما مررت به ولكل ما اضطررت يوما لأن أعنيه أو لتزييفه. للحبل المحكم حول  عقلي الممتلئ بالصودا، ولآثار الأصابع فوق جسد من هندباء. تاريخي الشخصي شمعة مقلوبة تتدلى من سقف العالم. ستائر معتمة جاهزة للعرض على مدار الساعة. لدي ألبومات صور فارغة وفساتين أتلفها الضجر، مساحات متقدة من اللهفة تم ردمها بالأسمنت مرة بعد أخرى حتى لم يعد هناك من أثر يمكن التعرف عليه، وأحذية ضيقة. أحمل نفسي فوق ظهري كل يوم. كل ما جمعته في حياتي من قصاصات، أجهزة معطوبة وأجنة نافقة من المحاولات. أحكم كل صباح حزمهم كمن يستعد كل إشراقة شمس للفرصة التي لن يفوتها هذه المرة ، مهما كلفه الأمر. تتحرك أمامي الآن بصخب سوق ش