المشاركات

عرض المشاركات من 2021

Killing eve (1-1)

صورة
  في المشهد الأخير، فوق الجسر، أخبرت إيف فيلانيل أن وجود الأخيرة بحياتها يحفز الوحش بداخلها على الظهور. وهو أمر لا تريده، حتى لو اعترفت أنها لم تكن يوما كالآخرين وأن الأمر يروقها فعلا. فكان أن اقترحت فيلانيل على إيف وحلًا للموقف أن تقف كل منهما ظهرها للأخرى ثم تسيران دون أن تلتفتا للوراء حتى تغادر كل منهما حياة الأخرى للأبد. كان جمهور المسلسل دامعا يشيد بالنضج والتغير الذي أصاب  القاتلة المجنونة التي يحبونها. ولوهلة يبدو ذلك مبررا. ففيلانيل منذ موسم لم تقبل بخروج إيف عن مخططها ووجهت مسدسها نحوها وانطلقت رصاصة لن نعلم كيف نجت منها إيف في مكان أثري ومهجور كهذا، بل أنها كانت تنعيها في المشهد التالي، كان بالمناسبة مشهد زواجها من امرأة ما غنية تبدو ساذجة بشدة لكنها لا تستحق الخراب الذي حل بزفافها بعد أقل من دقيقة.  لنعد للجسر. فيلانيل تخطو للأمام، إيف تفعل المثل وتترك الأخرى وراءها. و المشهد لا يحوي من النضج/ الخير/ التغيير شيء. كساموراي متعب يجر سيفه فوق الجسر نرى اليأس يحفر أثره فوق الأسفلت وراءها. كل منهما تسير تجر حكايتها الخاصة. تلتفت إيف أولا، تلتفت فيلانيل في النهاية وتبتسم. هكذا بال

يد الله التي ربتت على كتفي

 أنت يد الله التي ربت بها على كتفي. التي جاءت متأخرة جدا حتى أنني كنت توقفت عن الإيمان. كنت قد شققت لنفسي طريقا بعد آخر في ظلام الغابة. قابلت الوحوش كلها واكتشفت أنني واحد منهم.  رأيت الشر يغلي في عيني وخفت من نفسي فجربت الهرب . عشت بعيدا عيني في الأرض، أرصد النمل والحصى، وأنصت في الليل للأرامل والمساكين، وأحاول ألا يراني أحد فيعيدني إلى حيث أنتمي. صنعت لنفسي تابوتا خشبيا وخبأته تحت سريري، وضعت المرآة مقابل النافذة، وغسلت أسناني بالحجر ومع الوقت صار جلدي سميكا. أنت يد الله، وحين شعرت بها تزحف على كتفي عضتها.. بأنياب حادة ومسنونة. لم أعرف ماذا أفعل غير ذلك.

طبيب جديد مرة أخرى

 زيارة طبيب جديد هي الأصعب دائما. أصعب من طبيب لا يساعدك، أصعب من طبيب لا يستطيع أن يساعدك.   بالنسبة له أنت مريض جديد. وتعني لك أن تقف قبالة كل الأشياء التي كنت تحاول الهرب منها طوال عمرك. أن تحاول التقاط أنفاسك بينما تنزف  من كل المواضع التي نالت منك الحياة فيها. أن تعترف أنها أخذت منك كل شيء قبل ان"تشق أولى خطواتك اللبنية فوق الدرج" وكم أنت خائف، وضائع.. ووحيد. 

إنت عمري 🎶

 اعتدت على صنع الأشياء التي تنقصني من الورق. استغرقني هذا دهرا لأميز الخفة اللازمة مرة والسمك المناسب مرات. وأظنني أجدت ذلك في النهاية. ثم أتيت يا حبيبي. جميلا كما لا شيء رأيته من قبل أو سمعت عنه. توقفت عن الشعور بالدم في فمي وانتفضت كمن اعتدلت روحه داخله للمرة الأولى، ملأت خواء جسده وسرت الدماء فيه حارة كالفلفل.  اقتربت.. تفقدت الجروح في يدي، قبلتها كلها، وأخبرتني أنني أملك كفين حانيتين. وصدقتك.

كأنك تغسلني من كل سوء.

صورة
لا أعرف كيف أحرك الأشياء من مكان لآخر دون أن يصيبها مس، لا أعرف لما تتقلب الكلمات كمن يشوي سمكاته في الطين، أو كمن يجر حصيلة أيامه فوق برك الأسفلت الراكدة ويظن أنه سيفلت من الكليشيه.  لا أعرف أي درجة حرارة يمكنها أن تحفظ الحب من تغير الطعم والرائحة. لا أعرف كيف تسير الأمور دون أن أخدش بالك مرة بعد أخرى. ولا أعرف ماذا يعني أي من ذلك.  لكنني أعرف أنني أحبك، ربما بطريقة بدائية جدا. كأن يتضمن الأمر رحلات صيد بعيدة و انتظار لساعات دون حراك حتى يجن قطيع من الكلاب في رأسي وأبدأ في خمش ذراعي وعض أناملي من الحيرة والندم. أحبك بطريقة بدائية جدا وجامحة. وترويض نفسي يبدو عصيا في هذا السن، أفكر أحيانا أنه ليس أمرا عادلا تماما أن تسقط في قلبي وأنا في هذا العمر. بالكاد أتحرك نحو الغد وأعني نهايتي. بالكاد أتجاوز اليوم وأعني لا أشعر بالأشياء.  وأنت جميل. جميل جدا وحلو.. كالنجوم التي تعزف في السماء، حلو كالفاكهة في أوانها، كالفاكهة في غير أوانها، كحلم رحيم بعد يوم مرهق وملئ بالأسى. حلو كأمنيات البنات في الحب والمستقبل. حلو ورقيق كوردة تتفتح في كل الفصول، ولها كل يوم رائحة مختلفة وجميلة ولاتملك أمامها إل
 Pleasant experiences ahead, don't pass it by

You jump, I jump, jack.

 وعندما قال لي الحب اقفزي -بساق ملتو ورأس ملئ بطواحين الهواء، عندما قال لي الحب اقفزي - وكنت أعلم أنني حين سأحط ستنسحق ساقي فوق الأرض كسور وشظايا، عندما قال لي الحب اقفزي.. قفزت.  يمكنني عبور الضباب الأبيض ألف شظية مدماة عوضا عن قلب خائف وجسد يعد الضمادات أسبابا.  قابلت الحب، فتحت عيني على اتساعهما وملأني أمل، تخففت داخل جسدي كبالون مليء بالهيليوم، وشعرت لأول مرة بكتفيّ يتحرران من الماضي. رفعت رأسي وتوقفت في وسط الطريق تماما والتفتت إليه، التقمت شفتيه، وقبلته. لثوان عرفت طعم الحب، واستطعمته. وليتقدس الله في عليائه على جمال شهي، ومخيف، كهذا. 

إن شالله تكون مبسوط معانا

 كنت أظن أن الحياة لا يمكنها أن تنال مني أكثر من ذلك، كما كنت قد حزمت حقيبة مزودة بكل ما قد أحتاجه إذا هاجمتني، لدي شيء ما مناسب لكل ما يمكن أن يحدث، لا مفاجآت قد تحدث بعد الآن، كبرنا في هذا الوحل ونستطيع التعامل مع أي مما قد يجرفه نحونا، لكنني أعترف أنني لم أتوقع تلك الضربة. ورحمة أبويا ما اتوقعتها ولا قادرة عليها. 

مرحبًا.. وداعًا.

 المعضلة أن كل شيء هنا يذكرني بعبثية العشر سنوات الأخيرة. كل شيء هنا يذكرني كم كنت - بلا مبرر-حمقاء وساذجة وغبية، بالإضافة لكوني مملة ومجنونة من حين لآخر. وهي أشياء يصعب علي الإقرار بها، كما صادف أن مزاجي سيء هذه الأيام. سيء جدا حتى لامرأة عبثت بأدويتها أطول من اللازم. حسنا..علي التوقف في مرحلة ما عن أشياء كثيرة. أولها يبدأ من هنا.

سنصعد هذا الجبل Vs مش مستاهلة

 قبل أسبوعين كنت أريد أن أقول لك شيئا ما بطريقة ملحة، ليست عاجلة لكن ملحة فحسب، ولا أتذكر السبب لكن منذ عدة أيام لم يعد لدي ما أقوله لك، واختلفت نبرتي بالكامل.  ثم بالأمس وضعت في موقف سيء، سيء كما لو أنك تعبر بكامل إرادتك الطريق المؤدي لحتفك وترجو أن تنجو ولا تفعل. أعتقد أنني مت بشكل ما بالأمس يا أسامة. ولم يكن ذلك أسوأ ما في الأمر. أسوأ ما في الأمر أنني لم أعد ألوم أحدا على شيء، لم أعد ألومك على شيء. أسوأ ما في الأمر أنني أشعر الآن أنني أستحق كل ما حدث/ يحدث لي. وأن كل شيء خطئي بالتأكيد. 

تحديثاتك لا تزال تظهر في الفيفوريتس يا معلم سلطان.

١  اكتشفت منذ قليل أن تحديثاتك لا تزال تظهر في قائمة المفضلة برغم أننا لم نعد صديقين على فيسبوك! وبرغم غرابة الاكتشاف، ومرارة التذكر قلت لنفسي لا بأس إن افتقدتك. قبل توقفنا عن كوننا أصدقاء كنا أصدقاء لأعوام طويلة، وطبيعي أن أفتقدك من حين لآخر وأفكر في ذرائع هشة لمهاتفتك. وملاكمتك في البال كلما تذكرت كم كنت ساذجة. وكنت ساذجة جدا يا أسامة.  ٢ ..........  بعد أسبوعين، وجلسة أخرى.. أنف متورم وجدال داخلي حول الكرامة الإنسانية . ذكرني بآخر مرة كنت هناك لأجلي.. حقا يعني مش كلام جرايد؟

ماراثون الكتابة 2.. ماذا لو فقدت ذاكرتك

 بقدر ما تبدو الفكرة مغرية، فيمكنني أن أخبركم أن الأمر ليس جميلا كما يبدو. ستقعون في حب الأشياء نفسها وحب الأشخاص نفسهم مرة بعد أخرى. لن يتغير شيء. نفس المقادير ستعطي نفس النكهة دائما. كما ستكرهون الأشياء نفسها مجددا حتى تظنون أن قلوبكم لم تخلق للمحبة يوما.  ستحكون عن نفس المسلسل بالحماسة نفسها بعد عامين من عرضه، وستتابعون الحوارات التليفزيونية على يوتيوب بعد بثها بشهور بنفس الشغف. وبقدر ما يبدو ذلك مريحا كمتابعة معركة تعلم مسبقا أنك ستخرج منها منتصرا سينسل الألم خفيفا كما خدش في الساعد أو جرح في الخاصرة.  في لحظة ما ستحاول تجاهل كم أن الأمر في حقيقته مرهق. ستتجرع الهلع كل يوم كما قهوة الصباح، وترى أكبر مخاوفك أمامك كتمثال من القئ. ستستيقظ في منتصف الليل أو آخر النهار لاهثا متعرقا تنادي باسم شخص لا تتذكر من أين يأتي ولا لما لا ينتمي إليك الآن بالتحديد. أو حين تتعثر في سبت الغسيل بقميص لا يخصك وتظن أنك كنت تشمه وتحضنه يوما ما لكنك لا تتذكر أكثر من ذلك. ولن تملك تفسيرا لأي شيء حتى ولو غير منطقي.  أندرو سكوت سيكون مدهشا كل مرة - حتى بلا خلل في الذاكرة. وسترتعش من الحماسة للأشياء نفسها مرة

تمارين ماراثون الكتابة.. تكلم باسم شخصيتك الخيالية المفضلة

صورة
  مرحبا.. دعيني أولا أستقبلك بشكل لائق.. هل هناك رمل على شعري؟  مضى وقت طويل منذ نزل أحد إلى هنا. للحقيقة لم يمر أحد من هنا منذ أن فعلتها أنا. ربما يأتي هو أحيانا ينظر للمياه ويتطلع للأسفل كأنه يحاول إنكار كم الأذى الذي سيتسبب به السقوط. ويمكنني سماعه يصرخ باسمي أحيانا. لأصدقك القول يبدو ذلك مثيرا. حسنا.. ما الذي جاء بك هنا سيدة إدلر؟ أتوقع أن الكثير من الأمور قد تغيرت بالخارج. وربما قد اختفى الكثير ممن أعرفهم. لا أعرف. ربما كان ذلك أفضل.كنت سأتخلص منهم على أية حال، لكنني شعرت بالملل فاخترت الرحيل. المكان هنا جميل.. هادئ بعض الشئ ، لكن إن أصغيتي جيدا فلا حدود لما يمكنك إيجاده. أرى أنك لا تتحدثين كثيرا. غالبا بسبب قوة الارتطام، أو المياه الكثيرة التي ابتلعتيها. لا تقلقي. ستتحسن الأمور من هنا، وستعود إليك ذاكرتك قريبا. لا شيء سيء يمكن أن يصيبك هنا.إلا لو كنت مملة.. أووه كم سيكون هذا مسليا. نسيت أن أعرفك بنفسي. أنا الوحيد الذي يمكنها الكتابة عنه عندما تُسأل عن شخصيتها الخيالية المفضلة. أتت بي كيلا تكتب عن تلك الحادثة.. حين شرب أسامة جرعة من مشروب سحري حولته لشخصية خيالية لا تنتمي إلى العا

لأننا لم نعد نقبل بالأشياء نفسها.

من أسفل الدرج عند المدخل.. يمكننا أن نبدأ من هنا.. أو ننتهي. نتطلع للعتبة، للحشائش على طرفي الممر الصغير لنشعر أننا لازلنا جزء  من الخارج.. الضجيج والصدفة و طواحين البنزين. أنتمي للخارج فقط. لا بيت يسعني ولا مدفئة يمكن لأنفاسها أن توقف دبيب الصقيع تحت جلدي.  أحيا وعيني على الطريق.. حركت الموقد والمائدة وخلعت ثلاث بلاطات أثناء ذلك. امتلأ المدخل بحبيبات الرمل. وعلق في الأحذية، والأقدام العارية، وفوق الأسرة، وداخل أواني الطعام. وعلينا الآن أن ندخل لتنظيف كل ذلك. وأن نغير أماكن الأشياء أو نحمل العتبة للداخل، أو نبقى هنا.. عند أسفل الدرج عند المدخل. ربما لو سمينا الأشياء باسمها، لو نادينا عليها بصوت ولو خافت، لو استهلكنا قدرا بسيطا من الحقيقة المتربة لقلت أنني لم أُخلق لأبقى .. بل ربما لرحلت دون وداع لائق.. ثم حدث أن ناديتني باسمي. وجمال كهذا يستحق أن يتكرر. 

أمنيات غرفة التخدير

نحتاج لأن يختارنا أحد ما، أن يؤمن بنا بالقدر الكافي لتجاوز الأفاعي التي تطل من شقوق الذاكرة، بالقدر اللازم لتجاوز وحدانية وتوحد اليوم،  أن يختارنا بالقدر اللازم  لالتقاط أنفاسنا، وأن يستبقنا عنده أكثر مما نتوقع.. أن يؤمن بنا بالقدر الكافي لأي ابن كلب ف الحياة علشان إحنا مفشوخين خِلقة.. ومش ناقصين. 

صفر / أو محاولات فاشلة لتخطي ديناصور غافٍ

الحكاية منقوصة. كل حكايات الحب منقوصة، الحبيبة تحكي عن الانتظار كحجرة، عن النار التي تلعق أطرافها كقط منسي. لكن هل تحكي له عن الزمن؟ كم مر منذ أول مرة تقابلنا؟! الوقت يمر سريعا، كأنه يغير ازدحام الطرق، يعيد تشكيل المنعطفات، ويمنحنا رحلة لا يقطعها غير طرق المطر على الزجاج. عمري يتفرع منذ تقابلنا وتتشعب أوديته. الوقت صار يصلح للفرح كما شراء مستلزمات البيت المتكررة، للمحبة كما طي الملابس، للحياة كما إرهاق الانتظار حتى ينتهي الآخرون عن الضجيج ويأتي الليل بالوحدة. أشياء غريبة تحدث هذه الأيام. بالأمس اكتشفت أنني جميلة، واليوم اكتشفت أن بإمكاني رؤية البحر! ولا يمكنني الانتظار لمعرفة ما ينتظرني معك غدا. (صفر)  كل شيء يحتاج للوقت، يستوي في ذلك الحب والتجاوز، المعرفة أيضا تحتاج للوقت، آلة الزمن التي دعوتك إليها بحماسة مليئة بالشروخ، ويمكنني تحسس لفتة شاردة من الخيبة، كل شيء يحتاج للوقت مهما أردناه بشدة، أعرف ذلك الآن. وأنا أحاول. فلنحاول سويا.  (٢)  محبتك  تحيل الحياة لبلورة تموج بالألوان، والهامش لمتن، والانتظار الطويل لقطار بلغ محطته للتو. تمنحني أكثر من راحة الأمل ومتعة الوصول. تمنحني توقا ل