المشاركات

عرض المشاركات من مارس ٢٩, ٢٠٢٠

فتاة إسمها القلق

لا آتيك أبدا وحدي. بينما نتكلم هناك دائما فتاة في الثامنة تشدني من يدي وتتكلم بسرعة وتتلعثم من الفزع. تشدني من يدي باستمرار وتنبهني لشيء ما في الخلفية. طفلة في الثامنة ولها اسم صبي. تشدني بقوة لا تتناسب مع حداثة سنها وجسدها المنتفخ كبالون مرهق من الأدوية. ترجني بينما أعد الطعام أو أقف في طابور السوبر ماركت، وبينما نتكلم. تشدني من يدي منذ تنبهت لأن لدي يد. تشدني باستمرار.. يدي تؤلمني.  تعلمت عبر السنوات كيف أتعامل مع تلك الصغيرة باسم الصبي. هي لا تقتنع. يمكن للمسة الأشباح أن تدمغ جلودنا للأبد لكن لا يجب أن يعني ذلك أنهم هنا الآن. لقد رحلوا. دمغوا بصمتهم على جلودنا السمراء بالمبيض فأضأنا.. للأبد. يدي تؤلمني بينما تُخبرني عن القصر الذي تحول لمدرستك الأولى. يدي تؤلمني بينما أخبرك كم افتقدتك. يدي تؤلمني بينما أضحك بصوت عالٍ ورائق. يدي تؤلمني وأنا أتجاهل الطفلة وأتجاهل النظر أو الالتفات، يدي تؤلمني وأعلم أنني مثلها خائفة. أترى الآن.. القلم مبضع. لا يمكنني الكتابة لك دون أن يفور كل هذا النزيف الذي يغلي داخلي. سينبثق خوفي من أول ملليمتر ويتطاير الهلع ويلطخ كل شيء بما فيها ملابسنا

آكل قلبي وأتجرع الزمن المسموم

نعرف عندما يكون هناك شيء ما خاطئ.. قد تُسمى فراسة أو هي ذاكرة الجرح فقط. أيا كان، فإننا نعرف، بطريقة أو بأخرى. يمكنني حين أنظر لشخص ما أن أرى حجم الخير أو الشر الكامن فيه. الوحدة أو الحزن أو حجم الأذى القادر عليه . وأكون على صواب في كل مرة. كل شيء امتلكته دفعت ثمنه كاملًا. كل شيء لدي صنعته لنفسي. لكن قد يقرر شخص ما أنك لا تستحقه. أوربما أنك لا تريده - مع ابتسامة خبث ساذج- يمكنني أن أرى ذلك. أن ألمحه في كل لفتة وكل سؤال أو بادرة. كان لكل شخص عرفته غرض ما. كنت أرى كل شيء من البداية حتى المُخبأ خلف الظهر. ولم أحمل كل ما لدي وأهرب. كنت أبقى. كل مرة. لم يكن علي أن أتجلى.. فقط أكون مجرد صدى خافت،فكرة مؤجلة، أو غرفة انتظار. آكل قلبي وأتجرع الزمن المسموم. وأحاول فقط تقليل الأذى الذي ينتظرني حين ألتفت. ذلك أن أي شيء سيكون أفضل من وحدتي مع نفسي. لا شيء يمكنه أذيتي أكثر. أنا أخاف مني فقط.