المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٨, ٢٠١٩

المرأة التي جسدها يشبه زجاجة الكوكاكولا.

هذا الصباح وقفت أمام المرآة للمرة الأولى، رحت أربت على جسدي وأهدهده، أحاوطه بزراعين قويتين كأنك هنا، عندها انفتأ كتفي كفستان قديم وبالٍ، واندلع فيه حريق. جسدي يعاقبني على توقي ووحدتي، جسدي الذي لم تخزه نحلة أو خطى حافياً فوق النار. يتساقط شعري بغزارة، وجسدي يجف وينده عليك في كل اتجاه. هل تسمعني يا حبيبي؟! الوسادات خشب، والأغطية من جليد، والنوم يمتلئ بالقيح والحسرة. هل تسمعني يا حبيبي؟!  عقلي يدور كأرجوحة كبيرة وعالية جدا. وبينما يشدني الخوف من ساقي تتقلص أحشائي وتُعتصر عيني لأنك لن تتلقفني بين زراعيك حين أنزل منها ويعميني الدوار. عقلي غاضب وحزين. لسنوات أهلكه الجنون كما الفرح. كأن رأسي مفتوح. قصتنا مبتورة كساق قضمها السكري. ولسانانا يشربان الصمت من العطش. ماذا لو يا حبيبي؟! ماذا لو رفعت سنواتي العجاف وضربت بها عرض الحائط؟!  قلبي يتناول صبري على مهل، يمضع بأضراسه لحم الأمنيات القاسي، ويطحن حبوب عمري بتلذذ. قلبي ملول، متكبر وملاوع، كيف كنت لتروضه حينها؟، كيف روضته الآن بعد كل تلك السنوات؟، النسيان كنز لا نعرف كيف نفك طلاسمه، والتغافل بئر جاف سيدق عنقينا معاً، والوحدة في الظلام