المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٣٠, ٢٠٢٣

مقتطف من نص ما

".. . مرت نهاية العالم تحت النوافذ وأشعلت إطارات السيارات وخرجنا جميعا. تزكم أنوفنا الرائحة والقلق. وتلفتت حولي أبحث عنك كعصفور بردان. وبقدمين حافيتين أغمس إصبعي في قلبي ويصعقني الهلع. وكمن دعك مصباحًا سحريًا تصاعد الدخان حتى بلعني داخله. ومددت يدي أتحسس طريقي وأتخبط في السنوات والأحبة. دست شظايا الألم وتجاوزت العناوين التي أعرفها، ومشيت كثيرًا حتى تصفى دمي كاملًا. حينها انقشع الدخان وانكشفت الحقيقة عارية كتمثال من ورق الجرائد. استغرقني الأمر ستة عشر عاما، وثورتين (حسنا ثورة وإنقلابًا لكن بدت لي ثورتين أكثر شاعرية)، الكثير من الأطباء والأضواء القوية والبرد، الكثير من الفشل، ووباء يفتح الباب لنهاية جنسنا البشري. ولم يكن عادلًا أن أسألك أن تحملني على ظهرك كل ذلك. قبل ليلتين وجدت الحب في جوفي، وبالأمس شرخني خاطر أن أفقدك أو أكون فقدتك بالفعل خلال كل تلك السنوات. الحنين يعصرني كمنشقة من الزجاج. وبينما عشت محفوظا داخلي كل تلك السنوات يلج العالم باب فنائه. أعلم الآن أن الأمل هو أعظم اختراع عرفته البشرية لذلك حين يمر كل ذلك سأبحث عنك من جديد. كن بخير. أنا أيضا أحبك. "