كأنك تغسلني من كل سوء.






لا أعرف كيف أحرك الأشياء من مكان لآخر دون أن يصيبها مس، لا أعرف لما تتقلب الكلمات كمن يشوي سمكاته في الطين، أو كمن يجر حصيلة أيامه فوق برك الأسفلت الراكدة ويظن أنه سيفلت من الكليشيه. 
لا أعرف أي درجة حرارة يمكنها أن تحفظ الحب من تغير الطعم والرائحة. لا أعرف كيف تسير الأمور دون أن أخدش بالك مرة بعد أخرى. ولا أعرف ماذا يعني أي من ذلك. 
لكنني أعرف أنني أحبك، ربما بطريقة بدائية جدا. كأن يتضمن الأمر رحلات صيد بعيدة و انتظار لساعات دون حراك حتى يجن قطيع من الكلاب في رأسي وأبدأ في خمش ذراعي وعض أناملي من الحيرة والندم. أحبك بطريقة بدائية جدا وجامحة. وترويض نفسي يبدو عصيا في هذا السن، أفكر أحيانا أنه ليس أمرا عادلا تماما أن تسقط في قلبي وأنا في هذا العمر. بالكاد أتحرك نحو الغد وأعني نهايتي. بالكاد أتجاوز اليوم وأعني لا أشعر بالأشياء. 
وأنت جميل. جميل جدا وحلو.. كالنجوم التي تعزف في السماء، حلو كالفاكهة في أوانها، كالفاكهة في غير أوانها، كحلم رحيم بعد يوم مرهق وملئ بالأسى. حلو كأمنيات البنات في الحب والمستقبل. حلو ورقيق كوردة تتفتح في كل الفصول، ولها كل يوم رائحة مختلفة وجميلة ولاتملك أمامها إلا أن تدمع عيناك من الإمتلاء والهشاشة. 
أنت أول جمال يمكنني استشعاره، يمكنني لمسه، يمكنني النظر إليه دون أن أفكر في دفعه واختبار إن كان سيبقى. جمال يمكنني الاحساس بدفئه دون أن يتحول في رأسي لثلج أسود له رائحة غريبة ومعدية. 
وأنا أحبك.. بكل طريقة أعرفها. بكل طريقة اكتشفها في حقيبة قلبي كل يوم. أحبك وأحب الحنان الذي تغمرني به كأنك تغسلني من كل سوء. أحب كفيك وقلبك، أحب رائحتك واحتواءك لي دون أن أذوي من الخجل،  أحب أنه لا شيء يمكنه أن يغير ذلك، لأنه لا شيء يمكن أن يتغير إلا أن أحبك أكثر. أحبك الآن أكثر، وأحبك الآن للأبد. وأحبك كفعل، وأحبك كرد فعل، أحبك لكل الجمال الذي تحمله تحت جلدك. أحبك وأحب ملمس جلدك، وأحبك لأنني سيئة جدا لكنني لا أكون كذلك حين نسير سويا. أحبك لأنه لا يمكنني تذكر من كتب ماذا وكيف يمكن لهذا الجمال أن يشبهك، أحبك لأنه لا جمال يشبهك. أنت أنت. تحضر فيصبح العالم محتملا.. يعود اللاجئون لبيوتهم. وأعود إليك. أعود يا حبيبي إليك. 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

تمارين كتابة مع أوسة(١)