الرسائل.. ذاكرة الحنين
ردا على رسالة منه بعد انقطاع ما
ربما أفسدها علي ساعي البريد – أقول لنفسي
أود لو أحرك سطرا.. سطرا واحدا تميل معه باقي الأسطر, تتساقط الكلمات, أعيد ترتيبها بما يمحو هذا الشعور الذي يلكز ذراعي الأيمن باستمرار.كي أعود لأومن أن غيابنا كان لنصف المسافة فقط وأن الوطن حاضر.. ملئ ذاكرة الاغتراب
.
يا صديق: هي دوما صعبة وثقيلة .. لا ترى ولا تسمع كحائط بلا زاوية.. كسور أصم .. فلنقطعها سويا.. تستند إلى صوتي..أدفئ كفي في جيب معطفك..
لك شيء في هذا العالم.. فقم*/..معي.
يقولون أن الشوق صمغ الضلوع..
وأن الاحساس بآخر ..نبض فائض.
وأن الحنين اشتهاء للطريق...
يقولون كلاما كثيرا لا أتذكره.. ولكنني أخفي أكثر
.
وبامكاني أن أحدثك عن عينيهما في اللقاء الأول..
عن لمعة عينيه التي كادت أن تضيء..عن بن عينيها الذي فاحت رائحته في سبعة مدن.. عن ذاكرة الأماكن.. عن صوته الذي ينساب كالماء..عن ضحكتها التي تشبه الموج.
عن الفرح يا صديق.. عن الفرح
أو أحدثك عن النسيان.. عن عام مضى من عمرينا ولن يعود لأنني نسيته هذا الصباح.. عن ألبوم فيروز الأخير الذي لم أستطع إكمال أغنية واحدة منه حتى اليوم..كان صوتها يؤلم..وكان يشيخ..كان يشيخ يا صديقي.
بصوت يمارس عشرينيته كل صباح.. أحدثك عن العمر الطويل.. عن الحنين والحياة والكتب..كأغنية تمارس فيروزيتها المعهودة بامكاننا سماعها مرارا دون ملل.. تعويذة تجمع الطريقين.. أو لنتعافى من الحياة الصعبة بدون أية آثار جانبية.. أو أن يبقى أحد منا وحده.
________
*لغسان كنفاني.. بتصرف.
تعليقات
لربما كان السبب وراء ذلك هو بن عينيها الذى فاحت رائحته فى سبع مدن، ولعل مدينتى كانت واحدة من هذه المدائن السبعة. ربما؟ ربما :)
أهتز طربا لهذه الكتابة
اكتشفت اليوم معنى جديدا لهذه البسمة
وأظنك تفهمه
:).. جدا