أفكر الآن أن كل ما كان قد حدث فعلا.. يمكن الآن أن تتناسى تنسى أو تسيء لكنني حاضرة.. وأفكر الآن أنني لم أتقن التشبث يوما..أو ربما لم أتقنه بما يكفي.. حين تتربى في بيت ملئ بالإخوة والأخوات تشعر أنك أكبر من اللازم، رأيت كل شيء، ومررت بأكثر مما ينبغي ، أن أنزل عن فرع الشجرة لأقول للغولة أين هي " رجباته" وبنفس النبرة أقول لها "ياغولة عينك حمرا" الحياة رتيبة بما يكفي لنفهم طبيعة عمل اشارات المرور والأضحية.. فكيف اتشبث؟! وأفكر أنني.. وأفكر أنك.. وأنني أتشبث بالذكرى.. هل تحتسب؟!! الذكرى التي تنمو كلبلاب على جدار القلب .. والقلب الذي يتسع لأريكة بنية وشرشف أبيض من الكروشيه.. وتلفاز صغير، نجلس على الأريكة نتابع البرنامج وتضم كفي حتى لاأقضم أظافري ثانية سنفرح بفوز عساف - الذي أفسد علينا الأغاني- كانتصار شخصي تماما.. انتصار شخصي للجمال.. لأننا-معا- جميلان أو.. ستغمس إصبعك في قلب نبتة صبار وتدهن بها ندباتي الأربعة قائلا "خلاص، هاتشتغل كدا"أو ربما سينبت لي لساني من جديد- بعد أن أكلته القطة. أو أنسى فيجف اللبلاب حين لا يبقى شيء من دمي.. .. دمي الذي يتحول ...
كنت سأقول أنني أحزن لكل الأشياء الصغيرة والكبيرة التي لم نفعلها معا.. كنت سأقول أنني أحزن. كنت سأقول لك أنه لو تأتي في موعدك يا غريب فإن تلك المدينة التي صنعها الحب بقلبي كان سيطمسها الإعتياد.. وأني الحمّال الذي يحملك فوق كتفيه ويمشي بك بين الناس.. الحنين يغشى بصري .. أصابعك تعويذة برقبتي بينما تلتف ساقيك شديدا حول قلبي .. لا أقوى على حملك ولا أقدر على إنزالك .. كما أنك ثقيل جدا يا غريب.. أو أحملك على ظهري ذراعيك تبنت الهواء فوق صدري وساقيك حول خاصرتي كطفل مدلل يبيع العسل - ولازلت ثقيلا يا غريب. كنت سأقول أنني لاأريد أن أضبط نفسي مرة بعد أخرى وأنا أعد الطعام أتذكر شجارنا الأول وأتأسف عما حدث.. وانني لا أريد أن أشرد.. أن اتذكر أشياءا وأضحك، ثم أتذكر أشياءا وأبكي.. أنا لا أريد أن أبكي يا غريب. كنت سأقول لك " It's Okay" أن أكبر .. أن يزداد وزني وتتضرر بشرتي.. أنا أريد سماع ذلك مني. كنت سأقول لك: علينا أن نلتقي في حياة ثانية.. "things r gonna be allright".. وأنه بامكاننا أن ننجو من كارثة إنسانية وقاتل متسلسل دون ان يقرصنا عقرب أو يحطم عظا...
عارف..؟ يقولون كل طفلة جميلة هي نتاج حب كبير.. وأنا طفلتي جميلة بحق هي لاتشبهني بالمرة.. لكننا - أنا وهي- نعلم. عارف..؟ بعد فترة سيجف ما كتبت.. عندما تمرر اصبعك لن تنطبع بصمتك عليها ولن أتذكر عن أي شيء كنت أتحدث.. وأقول بصدق أنا شيء وكتابتي شيء آخر. ثم أنني شيء وكتابتي شيء آخر فعلا.. كونك لم تعد تعرفني لا يعني أنك كنت تعرفني ابتداءا- ولا ينفيه. عارف..؟ أنا أكتب لأنني أشعر بالجوع... وحين أكتب تتوقف عصافير قلبي عن الزقزقة.. ثم يتغير لونها وتطير. أكتب في رأسي بينما أعد الطعام لمن أحبهم، أغسل الملابس أو أرتديها، حتى وأنا أقف أمام الحوض أغسل الأواني بعد تناول الطعام- هكذا لا .. تتكاثر ككائنات فضائية ذات حراشيف خضراء .:) أكتب طوال الوقت.. تبا..أنا لا أشبع أبدا. عارف..؟ الحياة عادلة دوما وحدهم البشر ليسوا عادلين.. وقد قسَّم الله للناس أحزانهم على قدر وسعهم .. يختلفون في طريقة التلقي والتصرف وحتى طريقة البكاء كما يختلفون تماما في نصيب كل واحد منها وأنا "مش نايتي يا ذكي".. أحتاج فقط كتفا صامتا أبكي عليه من وقت لآخر .. فيلما جيدا أو أغنية شعبية وربع رومي ...
تعليقات
و كل الأشياء تصير "غربة"
\