500 Days of shahd


لنعطي ظهرينا للعالم ندخن سويا و تخبرني - لا تدخن!. وأنا لا أستطيع أن أدير ظهري لما يحدث.
أنا فقط أريد ان ينتهي كل هذا .. لا أن تنتهي كل تلك الدماء إلى المجاري.
لا أريد أن تموت.. وأشياء صغيرة أخرى.
أن تتكلم طفلتي.. أنا تسير بشكل طبيعي.. وأن يتسع التاريخ لنزرع أبناءنا في أرض تستطيع الاحتفاظ بالماء. وغير شعب من صغار المحققين في سراديب أمن العالم
وألا أنتحب في نومي ..

في كابوس الأمس كانت رائحة شواء تقتحم انفي ودخان يتصاعد من تحتي وكنت أدفع في رعب وتعب يمزق أوصالي وأشعر ببرد شديد.. شديد جدا.. ووجهي ينتح كورقة خضراء من صبار..  
وضعت مولودا صبيا وكان زراعه الأيمن أسودا ومتفحما بالكامل.. كان يصرخ كوليد طبيعي ولم يكن بيدي شيء.
في الصباح كنت أعاني نزفا خفيفا مر بسلام كمدرعة على شاشة ماسبيرو.. تتكسر في مشيتها وتدعي العفة.

ليس بيدي شيء يا صديق.. فلا تخبئ سكينة في الكلام..
لكنني أصلح لتلقي اللوم كاملا .. لنتفق، على أحدنا أن يكون مسئولا عما يحدث. نصرخ في وجهه عندما نعود نازفين متعبين ونلقي إليه بقميص يوسف ليتشمم ما جنته يداه.. أو تفويضه- فوض أم لا..  
وأن أكون مسئولة عن 5 سنوات ضاعت مع جماعة تهتم لنفسها أكثر مما تهتم لله.
أن أكون مسئولة ليعود للدم حرمته.

لم أفهم كيف تتحول السياسة "الوسخة" لحرب على الدين.. ولكنني أتفهم يقين يدفعك للموت في سبيل ما تؤمن به.. وأفهم أنني أمسك بقطعة صغيرة من هشيم المرآة وأقول ليس هذا كل شيء*
وأننا في النهاية لسنا مختلفين كما تدعي.. وبامكاننا أن نتعاتب بعد عام من الآن.

لا أريد أن تموت.. لا أريد أن يموت أي شخص لكي لا يبقى سوانا .. ضعاف لا نستحق الحياة بشكل تام.
وأريد أن تكبر ابنتي.. وابنتك.. أن نحتفي بكل يوم معهما.. أن نحيا.. وأن يخسر العالم شيئا ما حين نموت.




*يقول جلال الدين الرومي: وكأنما كانت الحقيقة مرآة في يد الله .. وحين سقطت هذه المرآة ، تهشمت ، فكان أن اخذ كل واحد قطعة من الهشيم .. ونظر فيها قائلا : هذه هي الحقيقة ولا سواها !...


تعليقات

‏قال Muhammad
أحسب أن الكلام يعنينى من قريب أو من بعيد، وبناء على هذه الفرضية سأرد

أنا من سكان المحلة، والمحلة – لو تعلمين – مفرطة فى التفويض حد الرغبة فى المشاركة فى الإبادات؛ لذلك فإن عندى وفرة ممن ألتقيهم صباح مساء وأستطيع الصراخ فى وجوههم ليتشمموا ما جنته أيديهم: تفويضا وأحيانا مشاركة مباشرة فى "تأديب" الإخوان. المسئولون كثر بما فيه الكفاية، ولا حاجة بى – وبمن مثلى – إلى التلكيك

بالمناسبة: لم أرضَ عن خيارات الإخوان منذ اشتعال يناير، باستثناءات قليلة جدا؛ لذلك، لو أن عندك صورة ذهنية ما، فصححيها

لكننى فى نفس الوقت عرفت شباب الإخوان، وعرفت غيرهم، وحبلُ الود وإن لم يكن موصولا بينى وبينهم، إلا أنى أشهد أنهم أفضل ممن يسبونهم ليل نهار بما لا يُقارن. هم أفضل منى كذلك، لا تواضعا من جانبى، بل إحقاقا للحق. وبعيدا عن سياسات الجماعة، فهؤلاء الذين عرفتهم أصحاب عقيدة (لا أقصد عقيدة دينية فقط) لا يصح فيهم أن يُقال: يهتمون لأنفسهم أكثر مما يهتمون لله

أما حصر القضية فى السياسة وحدها فلا أسلم به أبدا بتفريغها من أبعادها الدينية. أحيلك إلى فيديو النمنم المسرب (عمدا أو سهوا)، ليس لأنه حدث جلل، بل لأنه لب الصراع، على الأقل على مستوى مديرى المشهد، وهذا الذى تسرب نعرفه منذ عقود. والأمر ليس بعيدا عن المنطق، طبعى تماما أن يسعى الليبرالى إلى تطبيق ليبراليته على الأرض، والماركسى، والإسلامى كذلك. وحين نقول إنها حرب على الدين نقصد الدين كما نفهمه، لا كما "يحرفه" الليبرالى واليسارى والقومى والعلمانى، مثلما يرون هم رؤيتنا للدين رؤية متطرفة. لقائد الانقلاب ووزير خارجيته تصريحان (راجعيهما) مفادهما أنهما ما كانا ليدعا الإخوان يقيمان نظاما إسلاميا فى مصر. الاعتداءات المتكررة على كل ذى سمت إسلامى، حتى وإن لم يكن منخرطا فى السياسة (حادثة الشاب صاحب محل العطور فى مدن القناة، مثالا). الحصارات المتكررة للمساجد (على أيدى قوات نظامية، لا أفراد عشوائيين). ما نسميه مواد الهوية فى الدستور والتى سيغيرونها حتما. وحين سُئل الدكتور البرادعى عما تعنيه مبادىء الشريعة أجاب: العدل والتسامح والمحبة وما إلى ذلك – حقا؟ هذا ما نعنيه بمبادىء الشريعة؟... إلى آخر ما يمكننى إيراده من شواهد. لا تقتنعين بعد؟ دعينى فى وهمى إذًا

أفهم تماما أن يحوز كل طرف قسطا من الحقيقة، لكننى لا أفهم تسمية الزيف حقيقة؛ ولذلك فالقضية ليست فى الإخوان، بل فيما اتفقنا عليه جميعا من قبل: العسكرة، وحرمة الدم... إلخ. غالبا ما نُسقط الناس من أعيننا طبقا لمعاييرهم لا لمعاييرنا. حين تهتف بسقوط العسكر، ثم تحتفى بهم (أو تساويهم بخصمك السياسى لمجرد الخصومة)، فلا شرف لك. بالمناسبة: لم أشترك فى كل الحادث لأسباب، منها وعيى بأننى لا أملك المرآة كاملة. لكن، من يدرى!

أما ما بيننا فإليك بيانه: ما حدث فى يوليو من عزل لرأس السلطة وما تلاه من إجراءات لن تفهمى ما عناه لنا، ولو شرحت لك ألف عام. مزيج من كل مشاعر السلب، مضافا إليها استلاب الوطن. صرنا – كالفلسطينيين – بين يوم وليلة، لا وطن لنا. وتذكيرنا بكل ما كان من أخطائنا (التى أسلم بأغلبها) لا يجدى فى دفع ذلك الشعور. نخرج مقهورين إلى رابعة يود الواحد منا لو ابتلعته الأرض، فتسخرين من المراحل التى سيجدون فى نهايتها الوحش ويفوزون باللعبة. تحسبين ذلك مضحكا؟ لا، ليس كذلك. كما قلت لنهى جمال، مَن لا يستطيع تفهّم ما نحن فيه، لا حاجة بنا لمعرفته. هكذا بوضوح، بلا سكاكين مخبأة

لا علاقة للأمر بالرغبة فى تحميل الأغيار مسئولية ما لا يد لهم فيه، فعندنا من الأغيار ما يكفى
‏قال سوبيا
قلت "جماعة" بامكاننا أن نتحدث عن الشباب كأفضل مافي الجماعة و.. و.. و.. لا أظن أحد ينكر ذلك.. ولا يتسع المكان هنا لسرد تفاصيل شخصية مفادها أنني أعي ما أتحدث عنه حين أقول جماعة
وحين أقول أشخاص أيضا.

هاشوف الفيديو .. وأعرف أننا لسنا بصدد بصدد تغيير رأيك أو تغيير رأيي ..ذلك الذي لا تعرفه.. ولكنك أقولها مرة اخرى كوني مقتنعة بها ولا تهتم لي على أحدهم أن يكون مسئولا..

كنت حينها غير متأكدة من كونك صاحب التعليق واخترت عدم الرد.. والموقف لم يختلف الآن
أو ربما أذكرك بجملة مماثلة كنا نقولها عن الثائر الحق غير مقولة الشيخ الشعراوي .. كتبها أحدهم وقمنا بتشييرها" وضحكنا أيضا"
الثائر الحق هو الذي يثور على الفساد ثم يثور على الفساد ثم.. وفي آخر مرحلة يقابل الوحش..
لم تضحك عليها .. حسنا.
مع اختلاف الاطراف والدوافع أو حتى موقفي من كل شيء ومع كون شكل المتاريس فعلا يشبه الالعاب الالكترونية وكانت مضحكة.. لم تعني من يقابل من ومن يفوز ومن يخسر ولا يعنيني الان ان تعلم كوني ضد فض الاعتصام ام معه..لكن في هذه
اللعبة الكل خسران يا مُحمد..
أنحن الآن بصدد أن أقول كنت عشيتها قد
كتبت كذا او كذا لدفع التهم؟؟
قلت كلاما كثيرا لا هايودي ولا هايجيب
قلت حينها "لقد وقعنا في الفخ..
وهانتفشخ.
ليس ذلك مضحكا.. أعلم.. كذلك أتعامل مع الأشياء .

خسرت وطنا وصرت مشردا كالفلسطينيين.. وحدك؟؟!!!
بس ماتقولش وطن

قلت لك يوما قبل ذلك الموقف عن مقدار خسارتي فيك..
موقف "ان لم تكن معى فأنت معهم"
ولا انا افهم ما معك ولا انت تفهم مامعي فتقول نامي راضية مرضية
بالله عليك من نام أصلا ليلتها.. أظن أن حتى من كانوا يدعمون ويفوضون ظلوا طوال الليل يتعاطون كلام موافقيهم ويشاركونه ويعيدون ويزيدون حتى يتمكنوا من اسكات ضمائرهم أمام كل تلك الدماء.
ونمت أنا راضية مرضية

علمونا صغارا أن طريق الدنيا يتفرق الناس عليه وأن طريق الله يتجمع الناس عليه ولا يتفرقون

أشكرك على الوضوح.
تلك الأخيرة كانت تكفي للرد عليك وتختصر الكثير مما كان
أشكرك..مرة أخرى
‏قال Muhammad
إضافة لما قلته سابقا وأحسبه مهما: اتفقتُ على مرآة الرومى فى هذا الموقف تحديدا، وإلا لو تابعته فى مقولته مطلقا، لقلتُ بالنسبوية المطلقة مع ما بعد الحداثيين، ولقلتُ بموت الإله مع نيتشه

قلت لك يوما قبل ذلك الموقف عن مقدار خسارتي فيك .. موقف ان لم تكن معى فأنت معهم

استفسار: هذا الكلام متعلق بـ "راديكالية لا أعتذر عنها" - أين فى النص ما يشى بموقف إن لم تكن معى فأنت معهم؟

وإضافة: يتجمع الناس على طريق الله ما توافرت عندهم الإرادة لذلك بفضلٍ من الله - قال تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. فى الآية أمر يتطلب الانصياع له .. المبادرة إليه .. حضور القصد إلى ذلك، ويكون ذلك على أساسٍ من: فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول. ووالله لو سلّمَ بها كلُّ أحد لقَلّ الخلاف. لكننى أزعم - ما زلت - أنها أصل المشكلة



‏قال Muhammad
وفى الأخير: أعتذر عن تعليقى (على فيس) لو بدا صادما أو ابتزازيا، لكن المسألة لا تتعلق تحديدا بليلتها فقط. لقد أسلمتم الإخوان إلى هذا المصير - فى تقديرى - على مدىً طويل. شيطنتم أخطاءهم التى ما شذوا ولا انفردوا بها، وقت ارتكب أخطاءَهم كلُّ أحد، لكن عيونكم لم ترَ سوى الإخوان ولم تضخم غيرهم: الاتفاقات مع العسكر - تلون المواقف - دسترة الوصاية - الكذب.. إلخ. ما من أحد من القوى السياسية بأجمعها إلا اقترف نفس الجرائم، لكن بدا وكأن الإخوان وحدهم من وقعوا فيها نتيجة إلحاحكم على نفس الوتر، وانسياقكم فى الموجة التى صارت سلطة لا يعارضها أحد وإلا خُوّن وطُرد. كلامى قاس، لكننى أعنى به تيارا بأكمله، لا شخصك

وما أبرىء نفسى

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا شيء آخر في البال

لو أننا نلتقي/ حين نلتقي

والغسيل عمال بينقط