في البدء.. لم يكن غير الملح.

أتفهم والدة محمد الجندي حين تقول بحزم -مصدوم او صادم- " أنا عارفة ابني.. ابني مايموتش ف حادثة عربية"
كان واحدا من هؤلاء الشباب " الطاهر البرئ اللي مش بلطجية" كان ينتمي لمشهد يُتقبل فيه الموت برصاصة ميري أو دهسا في مدرعة.. كان ينتمي لمشهد له قضية.. ولكل قضية شهداء.

لم يكن ينتمي لهذا المشهد او ذاك.. كان ينتمي للملح.
لذلك عبوات الملح التي تتخبط في الملح لم تقتله.. استطاع أن يلتقط منها أنفاسه حتى وصل للشاطئ الأخضر.. جسده الضئيل وقامته القصيرة استطالت في الصور هناك في مدينة ربما لم تهتم به أصلا.. لكنها لم تبخسه حقه.

سيقولون كان عاملا يستقل سيارته وتبادل اطلاق النار مع الشرطة..
ربما تتهكم قائلا "هو فيه عامل عنده عربية".. وأتهكم عليك أكثر
أبناء الملح لا يشترون سيارات..
أبناء الملح هنا حين تنفتح لهم البلاد الخضراء أول شيء يفعله أحدهم يبني لأبيه بيتا.. ثم سيشتري أرضا.. ربما يبني بيتا آخر .. ربما يتقدم لخطبة فتاة صغيرة شارفت على انهاء تعليمها ويشتري لها "شبكة غالية أوي"
وربما سيارة أجرة.. ينشغل بمتابعة "يوميتها" أبوه بعد أن كبر على الشقى.

منعم ..الذي" أمه عارفاه .. و ماماتش ف حادثة عربية" 
أحمد الذي أصيب بصدمة عصبية ودفن صوته مع ابن عمته
العروس التي لا يعلم أحد عنها شيئا
ينتمون للملح..
في البدء لم يكن هناك غير الملح.. هذه المدينة -التي لا ترد حقا ولا توجب واجبا- سيدفنها الملح.

تعليقات

‏قال shaimaa samir
انا لسه صاحية يا ايم
وجع صباحي
::(
ربنا يرمه ويصبرهم
ويرحمناااا
يارب ارحمنا يارب
‏قال نهى جمال
هذه المدينة سبدفنها العفن والألم !
‏قال Muhammad
اذا ركزنا على النص من حيث هو نص اكتر من تركيزنا على رسالته فلن استطيع الزعم بأنه من افضل ما قرأت لك - باستثناء سطور قليلة :)
‏قال سوبيا
ربنا يرحمنا جميعا
‏قال سوبيا
محمد
ماذا لو لم يكن هناك نص
‏قال Muhammad
لوَجبَ أن يكون هناك نص

وهل نملك إلاه؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا شيء آخر في البال

لو أننا نلتقي/ حين نلتقي

والغسيل عمال بينقط