أيام الأسبوع ...

أيام الأسبوع في قريتي الصغيرة.. bear with me

كنا صغارا نلتف في دائرة متقاطعي الكفوف نلعب "سبت حد". لا أتذكر ماذا كنا نطلق على السبت والأحد -ربما أفسدته تلك اللعبة علي- لكن كان الإثنين يوم "بحري يا سمك"و كان الثلاثاء يوم بائع الحصيرالبلاستيكية بينما الأربعاء يوم عم ظريف بائع الأقمشة.. صار يوم عماد بعد وفاة والده .. كان يلف القرية مرة ليبيع الأقمشة ومرة أرى ليجمع أقساط الأسبوع. وكنا نعرف الخميس بيوم السوق بينما يوم الجمعة يوم الصلاة .

"بحري يا سمك" .. 
كان رجلا فارع الطول ذا صوت جهوري ورنة حازمة لا تخيف.. كنا ما ان نسمعه ينادي في الخارج  "بحري يا سمك" نهرول نحو الباب ثم نقف على العتبة متطلعين لليمين واليسار ننتظر أن نرى من من الخالات ستستوقفه وتشتري منه .. "استنى يا عم" كانت كفيلة بان نتحرك متصنعين الانشغال ثم نتوقف أمامهم وبينما هما يتجادلان بشأن السعر وحجم السمكات كنا نتابع يديه تقلب في قفته مأخوذين بكل تلك الأسماك، كانت تلمع وتضج برائحة ما.. رائحة نهر جاري وأمطار طازجة.
 واحيانا كان بلا أي مقدمات يعطينا السمكات الصغيرات جدا التي لا تصلح للبيع..كنا أطفال.. وكنا نفرح بهذه الأشياء .. كنا نفرح بها جدا.

يفصل شارعنا عن الترعة طريق "مسفلت" بعرض 3 أمتار عن الترعة.. لم يكن "مسفلت" وقتها لكن تم رصفه أكثر من مرة وتم تكسيره عدة مرات.. كنا نتسلق الاحجار نزولا بحذر، نمسك بالسمكة"التي كانت نافقة حينها" من ذيلها ونحركها في الماء وكنا نفرح .. نتناوب على اللعب بها في الماء.. كنا اطفال وكنا نفرح بهذه الأشياء.. كنا نفرح جدا.

عندما دخلنا المدرسة صار السبت سبتا والأحد أحدا.. وكان الجمعة أجازة
تدريجيا يصير الوضع جنونيا ومؤخراقاتما وبلا فائدة.  
وتصير الذاكرة بقعة زيت واسعة تبذل جهدا لتفريقها ولكنها سرعان ما تتجمع.. فوق الوسادة ليلا.. فوق نافذة الباصات نهارا.. وفوق الأرفف ما بينهما.
وحده "بحري يا سمك" يمثل بين حين وآخر ثقبا في البقعة يسمح بتسرب لهاث أطفال صغار ومياه أمطار طازجة.. فأفرح بهذه الأشياء.. أفرح بها جدا.

"بحري يا سمك" يا غريب.. بحري يا سمك.

تعليقات

‏قال Muhammad
كنا أطفالا .. وكنا نفرح بهذه الأشياء .. كنا نفرح بها جدا

هذه "اللازمة" - بالتعبير الموسيقى - ساعدت على التماسك، خصوصا مع ظهورها الأخير فى سياق مغاير: فأفرح بهذه الأشياء .. أفرح بها جدا

الطريق الذى يفصل الشارع عن الترعة لم يكن مسفلتا، وربما مع رصفه تحديدا بدأ الخطأ/التحوّل/الصيرورة من "كنا أطفالا" إلى "الوضع الجنونى"؛ بمد الخط على استقامته نصل إلى "الوضع القاتم بلا فائدة". وبعبارة أخرى أكثر قدرة على إيجاز لُب المأزق: ما "تم رصفه أكثر من مرة تم تكسيره عدة مرات"؛ ينطبق ذلك على الشارع الذى فى الداخل انطباقَه على الشارع الذى فى الخارج

نوافذ الباصات "موتيف" يعاود الظهور المتكرر فى غير واحد من النصوص

و بحرى يا سمك يا غريب :)

This is a beautiful piece of writing
‏قال نهى جمال
بعيدًا عن جمال النص النهاية أعظمها، من الذاكرة وبقعة زيت واسعة والأرفف ونوافذ الباصات ومياه أمطار طازجة حتى بحري يا سمك.

وأنا عايزة بحر :)

‏قال Muhammad
قالك عايزة بحر
بعينك يا نهى يا جمال
‏قال نهى جمال
هروح يا محمد يا بكر[-(
‏قال سوبيا
مُحمد:
this is abeautiful piece of writing
:)
‏قال سوبيا
نُهى:
أنا ساكنة على بعد 4 دقايق من بحر (الخليج).. لكن اتضحلي انه بحر اسكندرية لا يعوض
أنا كمان عايزا بحر
:(
‏قال Muhammad
هى شوطة البحر جت فى الكل والا ايه! طب انتوا الاتنين محرومين م البحر والمصروف! ياللا بس هه
‏قال نهى جمال
والله يا بنتي بقالي قرن بقول مافيش زي بحر إسكندرية أساسًا بوتاتًا ولا حتى في مصر :D
وماحدش صدقني

تعالي نروح :D
_

محمد بيقولك فيه بحر وفيه مصروف ;;) ;)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا شيء آخر في البال

لو أننا نلتقي/ حين نلتقي

والغسيل عمال بينقط