هندباء تفقد عقلها في الريح/ أندريا جيبسون*

خبير التغذية  أخبرني أن علي أكل الخضروات الجذرية.
أنني إن أستطعت أكل 13 حبة لفت يوميا ستنمو لي جذور وتثبتني بالأرض.
وحينها لن يمكن لرأسي التحليق بعيدا حيث العتمة.

العرافة قالت أن بقلبي ثقلا أكبر مما يحتمل
وأنه مقابل عشرين دولارًا ستخبرني بما علي فعله.
وعندما منحتها العشرين دولارًا.
قالت: توقفي عن القلق يا عزيزتي. ستجدين رجلًا جيدًا عما قريب.

معالجي النفسي الأول قال أن علي قضاء ثلاث ساعات يوميًا في خزانة مظلمة
أن أغلق عيني وأذني
حاولت مرة لكنني لم أستطع التوقف عن التفكير كم كونه مثليًا أن أتخفى داخل خزانة.

مدرب اليوجا قال أن أمدد كل شيء سوا الحقيقة.
أن أركز على الزفير
وكم أن كل شخص يمكنه أن يجد السعادة عندما يهتم أكثر بما باستطاعته منحه عوضا عما يمكنه الحصول عليه.

الصيدلي قال: كلونوبين، لاميكتال، ليثيوم، زاناكس..
الطبيب قال: يمكن لمضاد ذهان أن يساعدني على نسيان ما قالته الصدمة.
الصدمة قالت: لا تكتب هذه القصيدة.
لا أحد يرغب في سماع نحيب الحزن داخل عظامك.
عظامي قالت: تايلر كليمنتي عندما قفز من أعلى جسر جورج واشنطن ليستقر في أعماق نهر هدسون كان يظن أنه وحيد تمامًا.
عظامي قالت: اكتب هذه القصيدة.

لكل ضوء مصباح يظن النهر سريرًا.
 لثريا قدرك المعلقة بطرف خيط.
لكل يوم لم تستطيع فيه القيام من السرير.
لعين الثور على معصمك.
لأي شخص أراد يوما أن يموت.
قيل لي: أحيانا، أكثر الأشياء مدعاة للتعافي يمكننا فعلها أن نذكر أنفسنا مرة بعد أخرى أن الآخرين يشعرون بذلك أيضًا.

للغد الذي جاء وذهب ولم يتحسن شيء، عندما قاربت على انهاء خطابك لأمك قائلة:
"أقسم بالله أنني قد حاولت، لكنني عندما ظننت أنني اصطدمت بالقاع  بدأ بسحقي في المقابل."
لا كدمة تشبه الكدمة التي تصنعها الوحدة فوق عمودك الفقري.

لذا دعني أخبرك..
أعلم أن هناك أيام ستبدو كما لو أن العالم بأكمله يرقص في الشارع بينما تنهار أنت كأبواب مبانٍ منهوبة.
أنت لست وحدك.
أنت لست وحدك بينما تتساءل عمن سيدان بجريمة الإصرار على أن تظل ترص أحزانك في غرفة من الخزي.
أنت لست ضعيفًا فقط لأن قلبك ثقيلًا جدًا.

لم أقابل يوما قلبًا ثقيلًا لم يكن كابينة هاتف بزي سوبرمان الأحمر معلق في الداخل.
بعض الناس لن يفهموا أبدا أي نوع من القوى الخارقة يمكن أن يتطلبها الأمر فقط كي تسير في الشارع.
أعلم أن ابتسامتي في بعض الأيام قد تبدو مثل مزراب لمنزل متهاوٍ. لكن يدي دائما متمسكتان بإحكام بزر النجاة.
الحياة يمكنها أن تكون غنية كتربة.
 تصنع الطعام من الطمي.
 تحول الجرح لطريق سريع.
 تضعني في شاحنة مع ملصق يقول:
"لا يعد مقياسا لصحة جيدة أن تتكيف مع مجتمع مريض"

قبل أن يقفز جورج كليمنتاين من فوق جسر جورج واشنطن بأربعة أيام كنت في مدينتي في غرفة فندق
أحسب ما علي ابتلاعه بالضبط لأكبح عبوة من الحبوب المنومة.

ما أعرفه عن الحياة أن الألم ليس أبدا خاصتنا نحن فقط.
كل مرة أتألم أعرف أن الجرح صدى.
لذلم انصت، ثم انصت مجددا حتى يتحول الحزن لنافذة
عندها يمكنني رؤية ما لم يمكنني رؤيته من قبل.
عبر زجاج أكثر أحلامي تكسرا شاهدت هندباء تفقد عقلها في الريح.
لكنها عندما فعلت نثرت ألف بذرة.

لذلك عندما أخبرك في المرة القادمة كم من السهل علي الخروج من جلدي لا تحاول إعادتي مرة أخرى للداخل.
فقط أخبرني أننا معا عند النافذة. نتوق لأن يتحسن كل شيء.
ومع علم كم يبدو كل ذلك مؤلمًا فإن قلوبنا ربما قد قشطت ركبتيها فقط.
ومع أنه هناك فرصة أن يكون اليوم الأسوأ لم يجئ بعد
دعني أخبرك لمعلوماتك فقط.. سأكون هنا.
أسأل العالم أن يرقص حتى لو استمر في الدوس على قدمي المقدستين.

أنت.. ابق هنا معي. اتفقنا؟
ابق هنا معي.
ارفع قبضتك ضد ذلك الظلام المرير
حنينك الباهر
وقبضة الخسارة الرائعة تلك خاصتك
صديقي

لو كان هذا الشيء الوحيد الذي نكسبه من بقائنا هو كل منا الآخر؟
يا إلهي هذه كثير
يا إلهي هذا كافي
يا إلهي هذا كثير من الضوء لنمنحه
كل منا في ظهر الآخر نهمس مرة بعد أخرى..
"لتحيا"
"لتحيا"
"لنحيا"



* شاعر/ة أمريكي/ة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

تمارين كتابة مع أوسة(١)