فتاة إسمها القلق


لا آتيك أبدا وحدي. بينما نتكلم هناك دائما فتاة في الثامنة تشدني من يدي وتتكلم بسرعة وتتلعثم من الفزع. تشدني من يدي باستمرار وتنبهني لشيء ما في الخلفية. طفلة في الثامنة ولها اسم صبي. تشدني بقوة لا تتناسب مع حداثة سنها وجسدها المنتفخ كبالون مرهق من الأدوية. ترجني بينما أعد الطعام أو أقف في طابور السوبر ماركت، وبينما نتكلم. تشدني من يدي منذ تنبهت لأن لدي يد. تشدني باستمرار.. يدي تؤلمني.
 تعلمت عبر السنوات كيف أتعامل مع تلك الصغيرة باسم الصبي. هي لا تقتنع. يمكن للمسة الأشباح أن تدمغ جلودنا للأبد لكن لا يجب أن يعني ذلك أنهم هنا الآن. لقد رحلوا. دمغوا بصمتهم على جلودنا السمراء بالمبيض فأضأنا.. للأبد.
يدي تؤلمني بينما تُخبرني عن القصر الذي تحول لمدرستك الأولى. يدي تؤلمني بينما أخبرك كم افتقدتك. يدي تؤلمني بينما أضحك بصوت عالٍ ورائق. يدي تؤلمني وأنا أتجاهل الطفلة وأتجاهل النظر أو الالتفات، يدي تؤلمني وأعلم أنني مثلها خائفة.

أترى الآن.. القلم مبضع.
لا يمكنني الكتابة لك دون أن يفور كل هذا النزيف الذي يغلي داخلي. سينبثق خوفي من أول ملليمتر ويتطاير الهلع ويلطخ كل شيء بما فيها ملابسنا التي اخترناها بعناية لهكذا لقاء. لأنني أردت أن أبدو جميلة، في حين أنني أدرك تماما أنني لست كذلك. أنا متعبة. وأتعايش مع ذلك. أجيد تغطية السرير المبعثر، إزاحة المناديل وفوارغ الشيكولاتة والأسى تحت الكنبة الكبيرة واعتدل في جلستي وابتسم كصغيرة وشقية. ابتسم حتى يتحجر فكي. 

تعليقات

‏قال Lobna Ahmed Nour
يا خرابي على الجمال
‏قال سوبيا
حبيبتي ❤️
‏قال نهى جمال
النص ده رغم إنه تفاصيله رشيقة وحلوة بس مرعب !

(ابتسم حتى يتحجر فكي.)

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

تمارين كتابة مع أوسة(١)