عيون واسعة ترى العالم (2)


أو حكاية عجوز تحاول اللحاق بصداقة شاعرها المفضل* الشاب الذي يكتب كثيرا عن الموت ويصدمه انعكاس نظارته في المرآة (2)



إنها ليلة سيئة مرة أخرى وسيمكنك بعد فترة أن تميز الأمر. أنا drama queen

هناك خفافيش تتخبط في أمعائي تحارب  لتبدأ رحلتها حتى يبدأ أعلى زراعي في التآكل. ويبدو الألم من الأشياء الأكثر أصالة التي مُنحتها في هذه الحياة! حسنا.. علي أن أحذف الكثير من الأشياء قبل الإرسال.

امممم ماذا كنا نقول؟ أه الموت.. انظر هنا، وهنا، انظر هنا أيضا. ها؟ ليس مخيفا جدا أليس كذلك؟! ارتديته أربع مرات، عبرت به ثلاث شوارع ومدرسة ابتدائية وملعب ترابي كبير قبل أن تكشفني أختي. سحبتني من يدي ووضعتني في سرير ابنتها. قدت قميصي ونظفت الفوضى التي أملؤها، غرفت الماء بكفيها الحبيبتين وأغرقت كلي كثيرا كثيرا كفاكهة نبتت في الرمل ثم تركتني أجف بجوار النافذة كمصفاة من الصوف وعندما عادت بدأت تحشو قلبي بالسحب وصدري بغزل البنات وتتمتم " الآن تصيرين حلوة وطرية، الآن تصيرين حلوة وطرية" .. أفرح.. الآن أصير بلا عيب واضح أو عطب ملحوظ.. سمراء وطرية وصاخبة.

أن تكون مدينًا لأحد بشيء، بأي شيء ليس قيدا كما نظن. أن تتقاسم مع أحد، أي أحد الحياة ليس رابطا كما نظن. استغرقني الأمر عشر سنوات لأدركه وعشر سنوات معها. وبعد العشر سنوات الثانية في العشر سنوات الأولى افترق ثلاثتنا وبقيت وحدي أرعى المأساة وأصنع الخرائط في الليل واستجدي الراحة بتقيؤ الذكرى فوق الورق. وأحاول – لأنني أكثر من قدرة الطير على التحمل وأثقل من قدرة الماء على الموسيقى- أن أكون أقل من نفسي، أقل من  حلم، أو أكون حلم واحد مزعج لا يتكرر.

كانت الساعة تخطت السادسة والنصف. ما الذي أخرني هكذا وكيف لا أتذكر؟! لم يكن معي سلاحا أبيض ولا فكرة سوداء لكنني لمحت عصا غليظة ببروز في مقدمتها وبقايا شعر. امتطيتها كساحرة شريرة بأنف كبير تعاني من هرموناتها في نهاية مواسم الأنوثة وتصب لعناتها على البيوت المغلقة على الأطفال الخائفين والعجائز وفي وجوه المحتاجين وأصحاب الحقوق.

لو أنني أجيد صنع الخطط ! خطة واحدة فقط كل ليلة، أن أعد فزاعة مناسبة أهش بها الغراب الذي يأكل من رأسي، أن أستعد لملاقاة الضوء، أو خطة تقيني أسئلة أبنائي، محادثات الجارات، أو مكالمات الهاتف البسيطة،  وتقيني مصارع السوء! خطة واحدة فقط كأن أنسلخ من جلدي أخيرا فأتحول لنبتة بلا لون، لحمامة عرجاء بعيدة أو لضفدع.

يوم عرس أخي لعقت صبارا. وضعه في يدي وقال لي لو فعلتها الأخت الأحب فإنها تمنحه البنين والرزق الواسع وتمنع عنه مرارة العيش وعندما فعلتها علق المر بحلقي للآن. مرت عشرون سنة تبعته البنات خلالها كالطمي للسيل، وولدا واحدا لن يعرف طريق كتيبة تتحرك بخطى عسكرية نحو حرائق الشمس أو يعرف خشونة الأيام. لكن سيكون له نصيبًا من الحرب. لكل منا نصيبه من الحرب، ف السرير الواسع، في بيت العائلة، في الشارع والعمل، الحرب هي طريقتنا لإخفاء خيباتنا المعلقة مtن بداية العمر لذلك يقولون أنها خدعة. وأنا.. أنا حرب كبيرة وحيدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

تمارين كتابة مع أوسة(١)