طب هاتسقف إزاي ؟!

 ل/خ 
الزجاج مترب، والأضواء شحيحة، والسكان هنا وحيدون تماما حتى أنهم نسوا كيف يرحبون بالزوار. قطعوا الطريق أمام العابرين بصناديق الغبار والنسيان. الأعشاب الصفراء تظهر هنا وهناك، والرائحة تشي بحرائق متناثرة وتهجير مفاجئ وحسرة.

م ن/خ قبل ثلاثين عاما.
سرق صوتها في الرابعة وأكلت القطة لسانها بعدها بعام.

وحتى الآن كلما اصطدمت به اعتذر بينما نظره معلق للأسفل. يتجاوزها كغريب يفر المارة بينما يقارنهم بصورة بالية لطفلة. لا أحد ينسى بيته الأول لذلك تحمله دوما على ظهرها كي لا تنسى أنه لا مكان آمن.
.... النهاية

ثم جاء هو.. وكجرح ملتهب اهتم بها.. بالقدر المأمول من السرعة والرفق. لديها الآن سابقة لطريقة القيام بالأشياء يمكن استخدامها كمعيار، كمرجع لما عليه أن تكون الأشياء بعده. ثم ترك لها صندوق اسعافات أولية على رف مرتفع. وبثقة وتشجيع غير مفهومين أخبرها أنه يمكنها الاعتناء بنفسها الآن. تغضب كطفلة صغيرة بحذاء من صفيح وحجارة. تتوقف فجأة حين تتذكر أن الجلبة التي تحدثها ستفضح سرها الكبير.

لم يكن في أكياس البقالة أو جيب معطفها الجديد. ليس أسفل كوب الشاي بالنعناع أو بين خصلات شعرها المصبوغ حديثا. وليس في حقيبة يدها بالتأكيد. ربما سيستغرقهم الكثير من البحث كي يكتشفوا سرها الكبير. ليس اليوم بالطبع ولكن يوما ما سيكتشفون الأمر.

مهما برعَت في اخفائه مؤكد سيكتشفون يوما أنها لم يكن لديها واحدا قط. لم يكن لديها سر كبير تخفيه، أو أمنية مخبأة أو حتى حديثا مؤجلا. لم يكن هناك من شيء تداريه بينما تفرك سرحانة رغيفين طريين عند حافة المنضدة الخشبية، أو بينما تنشر جوربا تحت الشمس في آلية وانفصال واضحين. وأن أكبر مخاوفها التي عاشت بها أن يكتشفوا يوما ما كم كانت سطحية وتافهة، أنها ليست فقط لا تملك لسانا أو صوتا خاص بها ولكن ذاكرتها كلها اقتلعت من جذورها بينما كانت تشق أولى خطواتها اللبنية فوق الدرج. وأن صوت الطقطقة لازال يتردد في أذنيها حتى الآن. لذلك تكره أطباء الأسنان لأنها حين تفتح فمها تحت الضوء القوي سيكتشفون أنها لم يكن لديها يوما رأيا أو حكاية مسلية. مجرد بئر موحش يرن كحنجرة متخشبة بلا روح أو صدى أمنية دون حتى إرادته الحرة.

وسيخمنون كيف حفرت الكلمات نفقا في بطنها لتطلع بكفاءة تستحق فرصة في برامج المواهب. وأن صديقها الأول كان التكيف. والإدعاء والثقة معارف من العمل. وكيف تصبح الوحدة رئيسك المباشر الذي سيدفعك لبذل جهودك كلها كي تصبح غير مرئي أكثر وأكثر كل يوم حتى تدفن نفسك بيدك  التي تشير إليه مستفسرة بعلامة الإعجاب، ينبهك، فتبدأ بأكل طريقك الوحيد للخروج. ثم تتذكر فجأة أنك نسيت التقاط صندوق الاسعافات الأولية من على الرف المرتفع ذاك. ما العمل الآن؟!...

تعليقات

‏قال سوبيا
بااشااا🖐️
الرد بتاعي دا لو فهمته هاتبقى حاجة عنب
‏قال P A S H A
:)
أعتقد أن المقصود: إيد لوحدها ما تصقفش، وأن كلنا لازم نكتب علشان نخرج م الحفر دي ونسد الانفاق اللي عمالة تتفتح في غير الأماكن المخصصة لها.
:)
ربنا يسعدك، يرجع النت بس إن شاء الله ونكتب، أو حتى نسيب المدونة للعيال يرسموا ويشخبطوا ويطلعوا طاقاتهم فيها بدل ما يطلعوها فينا !!
تحياتي وتقديري
‏قال سوبيا
حضرتك بتقول كلام جميل والله ويارب النت يرجع عندنا وعندكم علشان الحلقة الجديدة بتاعة westworld نزلت وكدا مش كويس.

أنا كان قصدي على الكف وكلمة باشا حاجة تانية خاالص
عارف إنت لما حد يسلم من بعيد أو يكلمك وترفع أيد وتقول بااشاا اتفضل
هي كانت ماشية مع اليوزر نيم بتاعك والقافية حكمت.. معلش أنا أوقات باجي غلط 🙄😥

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

تمارين كتابة مع أوسة(١)