من الرسائل التي لا نرسلها لأصحابها؛ لأننا معطوبون.. واضحة أوي يعني.

لا أعتقد أنه هناك أسوأ من  جملة " أعرف ماتشعر به" يمكن أن يقولها إنسان لآخر.

بعد آخر نوبة أفقت لأجدني ورطت نفسي في التزام لازلت في غنى عنه حتى الآن. التزام لا يمكنني أن ألغيه أو أتهرب منه لأن ذلك لا يليق بسنوات عمري التي تخطت الثلاثين. ولكنني أستيقظ كل يوم في السادسة عشر أو أكبر قليلًا، وكلما أريده أن أقرأ وأدرس وأسافر. أو أقرأ وأسافر وأدرس، أو أن أتعرف على ملامحي في المرآة بينما أفكر في كل ذلك. لدي طفلان أرسم ابتسامة كمهرج عجوز كلما أقبلا علي، وأحارب عقلي كل يوم حتى لا يطآن الشوك الذي أربيه في باحتي الخلفية أو  يميزان الحسرة بين عبوات التوابل. ولا يمكنني العثور على الحكمة المستترة وراء كل ذلك حتى الآن.

غربتنا هي حبنا الحقيقي الوحيد في هذا العالم. تفهمنا، تقبلنا، تحبنا في خساراتنا، في تيهنا وطوافنا وصخبنا وآهاتنا التي لا يدري بها أحد. تتابعنا في الضجيج، تنتظرنا في ظلام المداخل وخشخشة المفاتيح، في زوم المحركات ووحدة الأسفلت. ترحب بضيوفنا لأنها تعلم أنهم لن يطيقوا البقاء طويلًا، بأننا سنعود نجر أذيال وحدتنا. سنعود لضمها في الأسرة وتقبيلها في دمع الوسادات بينما نفكر في أقرب مخرج وكيف نتجاوزه، وكم علينا تجاوزه. غربتنا آمنة!.الآخرون ليسوا كذلك.  ولا نحن أيضا! 

 أفكر أنه علي أن أحب نفسي أولًا. في المرآة، وفي الانعكاس فوق الأسطح اللامعة والحلى المعدنية، وفي الجرح الغائر داخلي. ربما حينها ستنفرج العقدة عن رقبتي قليلًا. سأتمكن من التقاط أنفاسي قبل بدء الجولة التالية، والتوقف عن ملاكمة نفسي في الاستراحات. أو سؤال نفسي عن الخطأ الذي فعلته كلما دق الجرس. لكنني لا أعرف نفسي حتى الآن يا غريب. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نعرف هذه الأيام جيدا حتى سئمناها (٢)

تمارين كتابة مع أوسة(١)